تفتخر الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بمنتسبيها المبدعين الذين يرفعون اسم الكويت عاليا في المحافل الدولية. ومن بين هؤلاء يبرز د. مهدي غلوم
· فائز كويتي... يحقق إنجازا عالميا... بحصوله على جائزتين في مسابقة سيينا للتصوير الفوتوغرافي بإيطاليا
· د. مهدي غلوم: الصورة ليست فنا فحسب بل رسالة لتغيير الوعي البيئي
تفتخر الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بمنتسبيها المبدعين الذين يرفعون اسم الكويت عاليا في المحافل الدولية. ومن بين هؤلاء يبرز د. مهدي غلوم، عضو هيئة التدريس في قسم صحة البيئة بكلية العلوم الصحية، الذي حقق إنجازا متميزا بحصوله على جائزتين عالميتين في مسابقة سيينا للتصوير الفوتوغرافي الدولية بإيطاليا، هما جائزة التميز في محور الصور البيئية بالتصوير الجوي و جائزة التميز في محور الفيديو البيئي بالتصوير الجوي... في هذا الحوار، يتحدث د. غلوم عن تجربته الملهمة، ورسالته البيئية، والتحديات التي واجهها في عالم التصوير الجوي.
· بداية، حدّثنا عن مسابقة سيينا للتصوير الفوتوغرافي؟
ـ مسابقة سيينا هي مسابقة دولية مرموقة تقام سنويا في مدينة سيينا الإيطالية، وتعد من أبرز مسابقات التصوير في أوروبا، تفتح أبوابها أمام المصورين المحترفين والهواة من جميع أنحاء العالم، وتشمل فئات متنوعة مثل التصوير الجوي والإبداعي والبيئي. تقام فعاليات هذا العام في الفترة من 27 سبتمبر حتى 23 نوفمبر 2025، وتضم معارض وورش عمل بمشاركة نخبة من المصورين العالميين، ما يجعلها حدثا فنيا وثقافيا متميزا في أوروبا.

· كيف كان شعورك بعد الفوز بجائزتين في هذه المسابقة العالمية؟
ـ الحمد لله، الفوز بجائزتين في مسابقة بهذا الحجم كان شعورا يفوق الوصف، شعرت بالفخر والاعتزاز لتمثيلي دولة الكويت في هذا المحفل العالمي، واعتبرت هذا الإنجاز تكريما لكل من يؤمن برسالة الصورة البيئية، إنه ليس فوزا شخصيا فحسب، بل هو رسالة توعوية تهدف إلى إبراز أهمية حماية البيئة والحفاظ على التنوع الأحيائي.

· ما الذي ميز أعمالك عن باقي المشاركات العالمية؟
ـ أعتقد أن ما ميز أعمالي هو استخدام التصوير الجوي (الدرون) بطريقة فنية تظهر جمال الطيور المهاجرة وسلوكها الطبيعي دون إزعاجها، زاوية التصوير والإضاءة المدروسة بعناية منحت الصورة بعدا جماليا ورسالة بيئية مؤثرة، أسعى دائما لأن تكون الصورة أداة تواصل وإنسانية قبل أن تكون فنية.
· تحدثت عن تصوير العقاب المنقط الكبير، ما أبرز التحديات التي واجهتك؟
ـ كانت تجربة تصوير العقاب المنقط الكبير من أكثر التجارب تحديا، هذا الطائر من الأنواع المهددة بالانقراض، لذا كان عليّ توخي الحذر الشديد أثناء التصوير لتجنّب إزعاجه.
استخدام الدرون منحني زاوية فريدة، لكنه فرض تحديات تقنية تتعلق بعمر البطارية، والظروف الجوية، والالتزام بمسافات آمنة، كنت أتعامل مع كل لقطة كأنها مهمة بحثية، تتطلب دقة وصبرا ودراسة مسبقة للضوء والمكان.

· ما الفرق بين التصوير الفوتوغرافي التقليدي والتصوير الجوي بالدرون؟
ـ الفرق كبير، التصوير التقليدي يتيح لك التفاعل المباشر مع البيئة على الأرض، بينما يمنحك التصوير الجوي رؤية بانورامية لا تراها العين المجردة، لكن في المقابل يتطلب التصوير الجوي مهارة عالية في التحكم والتخطيط، إضافةً إلى الالتزام بالقوانين البيئية وعدم الإضرار بالكائنات الطبيعية، كل نوع له جماله، لكن التصوير الجوي يجعل البيئة تتحدث من الأعلى بلغة مدهشة.
· كيف تختار موضوعاتك البيئية للتصوير؟
ـ أعتمد على الدراسة المسبقة للبيئة والمواسم، في الصيف أركز على البحر والجزر والشعاب المرجانية، وفي الشتاء أتابع الطيور المهاجرة وسلوكها الطبيعي، كما أعمل على توثيق مظاهر الدمار البيئي، لأن الصورة ليست لعرض الجمال فقط، بل لتسليط الضوء على ما يحتاج إلى حماية ومعالجة.
· ما دور الصورة في تعزيز الوعي البيئي برأيك؟
ـ الصورة لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة، يمكنها أن تحرك المشاعر وتغير السلوك أكثر من أي نص أو خطاب، من خلال الصورة يمكن أن يرى الناس أثر التلوث والدمار البيئي، وفي المقابل يتأملون روعة الطبيعة، ما يدفعهم إلى التفكير في مسؤوليتهم تجاهها، لذلك أؤمن بأن الصورة وسيلة للتغيير وصناعة مستقبل بيئي أفضل.
· ما أبرز التحديات البيئية التي تواجه الكويت في ما يخص الطيور المهاجرة؟
ـ من أبرز التحديات الصيد الجائر الذي يهدد أعداد الطيور، إلى جانب تدمير الموائل الطبيعية والتلوث الساحلي الناتج عن التوسع العمراني، كما أن تغير المناخ يغير أنماط الهجرة ويؤثر على التوازن البيئي.
نحتاج إلى تعزيز القوانين البيئية والتوعية المجتمعية لحماية هذه الأنواع المهاجرة والمحافظة على النظام البيئي.
· هل يمكن أن يغيّر الفن والتوثيق نظرة المجتمع تجاه البيئة؟
ـ بالتأكيد، الفن يحمل روح التأثير، والتوثيق يمنحه المصداقية حين يجتمعان، تتحول الصورة إلى قوة ناعمة للتغيير، تجعل الناس يرون الواقع كما هو، ويدفعهم ذلك إلى الفعل الإيجابي، لهذا أعتبر التصوير البيئي مسؤولية إنسانية قبل أن يكون هواية.

· كيف بدأت رحلتك في عالم التصوير وصولا إلى العالمية؟
ـ بدأت رحلتي عام 2017 بعد عودتي من استراليا حيث درست لمدة 13 عامًا. بدأت بمعدات بسيطة، لكن بشغف كبير لتوثيق بيئة الكويت، ومع الممارسة والتجربة شاركت في مسابقات محلية وخليجية، ثم واصلت حتى وصلت إلى الجوائز العالمية، بفضل الإصرار والتعلم المستمر.
· من هم المصورون الذين ألهموك في مشوارك؟
ـ الكويت تزخر بالمصورين المبدعين الذين نفتخر بهم، أستمد إلهامي من أسماء مثل محمد مراد، محمد خورشيد، شطي الشطي، إضافة إلى المصور البحريني زكريا عمران، الاحتكاك بهم أغناني فنيًا ومعرفيًا، وجعلني أؤمن أن النجاح الحقيقي هو في التعاون وتبادل الخبرات.
· ما نصيحتك للشباب الكويتي الراغب في دخول عالم التصوير البيئي؟
ـ أنصحهم بأن يبدؤوا برسالة وليس بعدسة فقط، ليكن هدفهم إيصال معنى بيئي واضح.
التصوير البيئي يحتاج إلى بحث وتخطيط ومثابرة، فالصورة ليست مجرد لقطة جميلة بل رسالة وعي ومسؤولية تجاه الطبيعة.
· ما مشاريعك القادمة بعد هذا الإنجاز؟
أعمل على إنتاج أفلام توعوية بيئية قصيرة عبر وسائل التواصل، وأطمح لتحويلها إلى مشاريع تعليمية وبرامج توعوية محلية.
كما أسعى للمشاركة في مسابقات دولية جديدة لتعريف العالم بجمال البيئة الكويتية وتنوعها الأحيائي.
أخيرًا، ما هو طموحك على المستوى العالمي؟
طموحي أن أصل برسالتي البيئية إلى كل مكان، وأن تعرف الكويت كدولة تهتم بالطبيعة وحماية البيئة.
أسعى لأن تكون أعمالي جسرا بين الفن والوعي البيئي، تذكرنا دوما بأن حماية الأرض ليست خيارا بل واجبا تجاه أجيالنا القادمة.