في عالم يتسارع فيه التقدم التكنولوجي وتزداد فيه التحديات المهنية، أصبح التدريب الميداني ضرورة ملحة لتأهيل الطلبة للدخول إلى سوق العمل
م.فيصل الضاحي
أجرى اللقاء: هند الأنصاري
في عالم يتسارع فيه التقدم التكنولوجي وتزداد فيه التحديات المهنية، أصبح التدريب الميداني ضرورة ملحة لتأهيل الطلبة للدخول إلى سوق العمل بكفاءة وثقة بحيث يمثل هذا التدريب جسرًًا يربط بين المعرفة الأكاديمية والتطبيق العملي ويتيح للطلبة فرصة اختبار مهاراتهم في بيئات حقيقية والتفاعل مع محترفين في مجالاتهم.
كما تعتبر عملية دمج الطلاب في سوق العمل من أهم الجوانب التي يجب التركيز عليها في التعليم العالي، خاصة في مجالات
التكنولوجيا والهندسة.
ومن خلال لقاءنا بالمهندس / فيصل الضاحي
– رئيس مكتب التدريب الميداني في كلية الدراسات التكنولوجية.
سنستكشف عمق موضوع تحقيق طلبة التدريب الميداني، ونسلط الضوء على أهميةتقييم التجربة التدريبية من جوانب متعددة.
و كيفية اختيار الجهات التي تتناسب مع تخصصات الطلبة، وكيف يمكن لأساليب التدريب المتنوعة أن تلعب دورًًا حاسمًًا في تشكيل مهاراتهم المهنية.
بالبداية مهندس فيصل في مجال تقييم العملية الميدانية هي المعايير الأساسية التي يجب على الطلبة استخدامها لتقييم مدى ملاءمة موضوع التدريب الميداني لأهدافهم الأكاديمية والمهنية؟
الأفراد يتعلمون بطرق مختلفة. بعضهم يفضل التعلم العملي، بينما يفضل آخرون التعلم النظري.
من خلال تنويع أساليب التدريب، يمكن تلبية احتياجات جميع المتعلمين. وفي كلية الدراسات التكنولوجية يبدأ الطالب عادةًً بتجاوز 60 % من متطلبات العمل الميداني، مما يمهد له الطريق لدخول سوق العمل تحت إشراف أكاديمي يضمن تحقيق الاستفادة القصوى من هذه التجربة. من الضروري أن تكون هناك علاقة متينة بين
استكشاف عالم التدريب الميداني
وتقييم التجارب لتحقيق التفوق المهني
المشرف والطالب، مما يسهل عملية ال الإنتقال من الدراسة إلى العمل ويكسر الحواجز التي قد تعوق ذلك.
ويجب توضيح أمر مهم وهو تعدد الأقسام العلمية في الكلية إلى ٩ أقسام علمية ، مما يستدعي توجيه الطلاب نحو الجهات المناسبة
لتخصصاتهم، سواء كانت في قطاع النفط وقسم القوة ، الطيران منها الخطوط الجوية الكويتية أو الميكانيكا مثل شركات السيارات، وأيضا المحطات ( قسم تشغيل الآلات يحق للطلاب اختيار أماكن تدريبهم بناءًً على المسافة والوقت، مع منح الأولوية للطلاب المتفوقين كنوع من التحفيز.
وكيف يمكن للطلبة قياس نجاح تجربتهم التدريبية بعد الانتهاء منها؟
من خلال الدرجات التحصيلية يمكن قياس النجاح، فأنا كمشرف للطالب لدي ١٠٠ درجة منها ٤٠ ٪ لجهة التدريب ومن ضمنها الحضور
والالتزام والسلوك فهو مطالب بمتابعة كل طالب حيث أيضا هناك درجات موزعة للجان في التقرير والمناقشة وأيضا منهم ( ٥ درجات)على الهندام تشمل الحرص على ارتداء الزي الوطني ( الدشداشه و الغترة ) عند تقديم المشروع بالنسبة للمواطن أما الأجنبي يحرص على ارتداء البدلة الرسمية.
ومن خلال الالتزام بجميع ماسبق نضمن نجاح العملية التربويه والحصول على الدرجات ومنها يمكن تحديد مدى الاستفادة من الموقع.
ومن جانب اختيار الجهات مهندس فيصل ما هي العوامل الأكثر أهمية والتي يجب أن يأخذها الطلبة بعين الاعتبار عند اختيار جهة
- من خلال خبرتي كمشرف كنا بالسابق وقبل وجود الجامعات الخاصة كان بالإمكان اختيار المكان وبسهولة وتوفر الخيارات المتعددة
أمامنا لما يقارب ٣٠٠ جهة ولنا الحرية و الأولوية في الاختيار ، ولكن الآن أصبح من الصعب الحصول على المواقع التدريبية ، وذلك لما تقوم به الجامعات الخاصة من تقديم دعم للجهات التدريبية وبذلك تكون المنافسة قوية وأصبح من السهولة دخولهم للقطاعين الحكومي والخاص بعكس معهد التكنولوجيا الذي يفتقر للدعم المادي المقدم للجهات وبالتالي أصبحت الخيارات محدودة وتعتمد على العلاقات الشخصية إن وجدت …
وهل يسمح للطالب البحث عن جهات التدريب المناسبة؟
التدريب الميداني لتحقيق مستقبل مشرق مليء بالفرص
- بالسابق يمكن للطالب البحث عن جهات تدريبية ولكن بشرط أن لايقل عدد الطلبة المتدربين بالجهة عن ١٥ طالب لتجنب المخالفات وأيضا كان من الممكن المساهمة وتعاون من بعض الأسر من خلال معارفها ولكن بعد جائحة كورونا اختلف الوضع وأصبح من الصعب الحصول على المواقع التدريبية وأيضا لاحظنا في الفترات الأخيرة تغير السلوك الطلابي والذي يحتاج تقويم دقيق في بعض المواقع .
ومن ناحية أخرى ما هي الأساليب الأكثر فعالية في التدريب الميداني؟
أساليب التدريب التي تشمل العمل الجماعي أو المشاريع المشتركة تعزز من مهارات التواصل والتعاون، وهي مهارات ضرورية في بيئات العمل الحديثة.
تعد المكافآت المالية والتحفيز الإداري من الأساليب الفعالة التي يمكن استخدامها لتعزيز العملية التعليمية، حيث يمكن تكريم الجهات التي تساهم في نجاح التدريب، مما يزيد من التفاعل الإيجابي بين الطلاب والجهات التدريبية.
ولابد أيضا من التحفيز الإداري مثل تكريم للجهات التي ساهمت بنجاح العملية الميدانية. ونحن كجهة يجب أن تقوم بعمل برنامج تكريم على مستوى الهيئة لكسر الحاجز النفسي لهم وإبراز دورهم الفعال في التدريب ، فنحن نقوم بامكانيات ومجهود شخصي للدعم ولكننا بحاجة لدعم من الجهات المسؤولة لما يترتب عليه من دعم ونجاح للعملية وتعتبر عامل أساسي نفسي لهم فالشهادة لها معنى وأثر نفسي للإنسان. وبالنسبة للمدربين والمشرفين كيف يمكن تقديم الدعم اللازم للطلبة خلال فترة التدريب؟
تقديم الدعم اللازم للطلبة خلال فترة التدريب يعتبر أرًمًا حيويا لنجاح تجربتهم وخلال التوجيه والإرشاد حيث يجب على المدربين توفير التوجيه اللازم للطلبة، سواء من خلال اجتماعات فردية أو جماعية، لمساعدتهم في تحديد أهدافهم التدريبية وتقديم النصائح حول كيفية تحقيقها. وأيضا «بعد التخرج، يتم تسليم شهادة (TRAINING) التي يمكن أن تطلبها بعض الجهات وتعتبر بمثابة شهادة خبرة للطالب.
كما تفيد هذه الشهادة الطالب في الدراسة بالخارج، حيث إنها مصدقة ومعتمدة من التعليم العالي ومعترف بها. نحن في معهد التكنولوجيا دائماًً سباقون في مثل هذه الأمور. »
أستاذ فيصل ما هي أبرز التحديات التي قد يواجهها الطلبة أثناء التدريب الميداني، وكيف يمكن التغلب عليها؟
فعلا ، هناك تحديات في البداية كما ذكر سمو الأمير للطلبة: ›أنت اليوم كويتي، ستحل محل المغترب‹. فالشاب الكويتي قادر على العمل والعطاء، ولكن خوف الأجنبي على مكانه يجعله يحتفظ بالمعلومات، مما يؤدي إلى زيادة الكسل وضعف إنتاج المواطن، حيث لا يقوم بالعمل لوجود بديل عنه من الناحية الفنية. أما من الناحية الأكاديمية

التدريب الميداني جسر الفجوة بين التعليم
الأكاديمي وسوق العمل في عصر التكنولوجيا
والنظرية، فإن ما يتعلمه الطالب لا يعلى عليه، فهو شامل وكامل، لكنه يحتاج إلى التطبيق العملي. لذا يجب على الطالب البحث حتى يصل إلى المعلومات.
- ما دور التواصل بين الطلبة والمشرفين خلال فترة التدريب؟ وكيف يمكن تحسين هذا التواصل؟
«في قسم التكنولوجيا، كمثال يوجد 75 طالباًً يتم تقسيمهم إلى مجموعات، بحيث تحتوي كل مجموعة على حوالي 20 طالباًً أو حسب حاجة الجهة المعنية. تتضمن هذه الجهات، على سبيل المثال، القطاع النفطي، قسم الصيانة، والقوة ، بالإضافة إلى محطات مثل الدوحة والصليبية وغيرها.
لكل مجموعة مشرف يلتزم بساعات تدريبية محددة، وهناك أيضاًً مشرف مباشر له دور أساسي في متابعة المتدربين والاجتماع بهم، ومتابعة تحصيلهم العلمي، والحرص على أخلاقيات العمل، وكيفية الحصول على المعلومات.
يعمل المشرف ضمن نصابه، حيث يلتزم بالإشراف والمتابعة.
كما يكون دوره مراقباًً ومتابعاًً في الكلية، حيث يتم محاسبة المدرب عن أي تقصير، مثل موضوع التدخين وعدم الإلتزام بملابس العمل وسلوكيات المتدرب وأسلوبه في التعامل أثناء التدريب.
كل هذه الأمور تقع على عاتق المدرب، لذا يجب الحرص عليها ومتابعة المتدربين للوصول إلى أعلى مستوى من التدريب، مع ضرورة التواصل المباشر مع جهة التدريب. » في النهاية، يتعين على الطلاب أيضا البحث بجدية عن المعلومات والتطبيقات العملية، لأن
هذه التجربة هي المفتاح لتحقيق النجاح في المستقبل المهني وتحقيق مانسعى له جميعا نحو مستقبل مشرق مليء بالفرص.
كل الشكر للمهندس / فيصل الضاحي والذي بدوره بين لنا أهمية التدريب الميداني وأنه يمثل حجر الزاوية في تأهيل الطلبة لسوق العمل،
حيث يجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي.
وإن التحديات التي يواجهها الطلاب أثناء هذه التجربة ليست مجرد عقبات، بل هي فرص للتطوير والنمو.
من خلال التواصل الفعاّل مع المشرفين، واختيار الجهات المناسبة، واتباع أساليب التدريب المثلى، يمكن للطلبة تجاوزهذه التحديات وتحقيق النجاح المطلوب.
كما أن دور الأكاديميين في دعم الطلاب وتوجيههم لا يقل أهمية عن الجهود التي يبذلها الطلاب أنفسهم. فالتعاون بين جميع الأطراف المعنية هو ما يضمن تحقيق أهداف التعليم العالي وتوظيف خريجين مؤهلين وقادرين على الإبداع والمساهمة في مجالاتهم.