د. الرمح: الكويت بوقت قياسي اتعود إلى الانتاج النفطي بعد حرب الخليج
- القطاع النفطي في الكويت من أكثر القطاعات كفاءة واحترافية في المجال التشغيلي والوظيفي
- مخرجات التطبيقي متميزة في العمل النفطي وبشهادة مسئوليه
في عام 1938 تم اكتشاف النفط في الكويت بحقل برقان والذي يعد ثاني أكبر بئر نفطي في العالم مما شجع الكويت على تطوير الحقل والبدء في الانتاج إلا أن عمليات التنقيب توقفت نتيجة الحرب العالمية الثانية. وبعد انتهاء الحرب قامت الشركة نفط الكويت بتصدير أول شحنة من النفط الكويتي برعاية أمير الكويت آنذاك الشيخ أحمد الجابر الصباح رحمه الله في تاريخ 30 يونيو 1946.
وتعتبر الصناعة النفطية في الكويت أكبر الصناعات حيث تغطي ما يقارب نصف الناتج المحلي الاجمالي حيث يعتبر النفط من أهم صادرات، والكويت هي سابع أكبر مصدر نفط في العالم.
وحول اكتشاف النفط وأهم الصناعات النفطية في الكويت كان لنا هذا اللقاء مع رئيس قسم هندسة البترول بكلية الدراسات التكنولوجية د. محمد الرمح للحديث حول تطور القطاع النفطي في الكويت.
1. كيف تطور القطاع النفطي في الكويت منذ اكتشاف النفط وحتى اليوم؟
العلم في مجال الصناعة النفطية تطور بشكل كبير لأهميته، والقطاع النفطي في الكويت حريص على تطوير العمل واستخدام أحدث الأساليب والتقنيات في جميع المجالات، ففي مجال الاستكشاف كانت عمليات الاستكشاف باستخدام الخرائط الجيولوجية السطحية ومسح الجاذبية ثم استخدام المسوح الجيوفيزيائية وتطورت طرق الاستكشاف إلى استخدام المسح الزلزالي الاستكشافي ثنائي الأبعاد وثم المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد حتى المسح الزلزالي رباعي الأبعاد كما أنه تم استخدام تكنولوجيا الاستشعار الأحادية ثلاثية الأبعاد في الصناعة الزلزالية.
وفي مجال هندسة المكامن فكانت في بداية الأمر دراسة المكمن تقوم على تحليل المعلومات التي يتم الحصول عليها من عمليات الحفر وعمليات الانتاج وعمليات تحليل عينات الصخور، وتطور الأمر إلى استخدام الحواسيب الآلية في رسم المكمن بشكل ثلاثي الأبعاد.
وفي مجال الحفر بدأت عمليات الحفر في البر والحفر الآبار بشكل رأسي ثم تطور الأمر في عمليات الحفر البحرية ومن ثم تطورت عمليات الحفر لتشمل حفر الآبار المائلة والآبار الأفقية.
وتطور القطاع النفطي أيضاً في عمليات تحسين الإنتاج حيث تم استخدام حقن المياه لتعزيز ضغط المكمن وأيضاً التطور في الرفع الاصطناعي، حيث بدأت عمليات الرفع الاصطناعي باستخدام مضخة العمود أو مضخة الحصان ثم تطور الأمر إلى استخدام المضخات الكهربائية الغاطسة.
والتطوير طال أيضاً المجال البيئي ففي بداية عمليات انتاج النفط كان يتم حرق الغاز إذا كان ذو كميات قليلة وكان الماء المصاحب للنفط يتم وضعه في برك حتى يتبخر ولكن تطور الأمر إلى معالجة الغاز واستغلاله في أمور عديدة من مثل تشغيل بعض المعدات والماء يتم معالجته وإما إعادة ضخه في باطن الأرض أو إعادة استخدامه في أمور أخرى.
2. ماهي الصناعات النفطية التي تنتجها دولة الكويت؟
حرصت الكويت منذ اكتشاف النفط أن تعمل في التنقيب وانتاج النفط وأيضاً في أن تكون الكويت لها يد في ميادين الصناعات النفطية، فقامت وأسست الشركات في بدايات اكتشاف النفط للمساهمة في الاستفادة من النفط والغاز واستغلاله، فمن الصناعات النفطية التي تنتجها الكويت مشتقات النفط مثل الجازولين والديزل ووقود الطائرات وزيت الوقود والايثان للصناعات الكيماوية والغاز البترولي السائل ومنتجات خاصة مثل الكبريت والفحم البترولي.
وأيضاً هناك شركات تقوم بتصنيع مواد أخرى تدخل صناعة مواد وأدوات كثيرة نستخدمها في حياتنا اليومية، مثل الأسمدة ومستحضرات التجميل ومساحيق الغسيل والإلكترونيات وقطاع الإنشاءات والمنسوجات، وهذه المواد تضم مثل الإيثيلين والبولي إيثيلين والإيثيلين جلايكول والبولي بروبيلين ومواد أخرى.

3. ما مدى تأثير الأزمات التي مرت على دولة الكويت مثل حرب الخليج وأزمة كورونا على الانتاج النفطي وتطور القطاع النفطي؟
من الطبيعي أن تؤثر الأزمات على الجميع، ولكن التأثير له درجات وأيضا الحلول للخروج من الأزمة يختلف من مكان إلى آخر، ومما لا شك فيه أن الكويت مرت بأزمات وأثرت عليها، خلال أزمة جائحة كورونا تأثر الاقتصاد بشكل كبير مما أثر على طلب النفط الذي أدى إلى انخفاض سعر برميل النفط والذي أدى بدوره إلى اتفاق الدول المنتجة على خفض الانتاج للمحافظة على عدم انخفاض سعر النفط أكثر وزيادة الخسائر.
وتأثر التطور في القطاع النفطي في تأخير بعض المشاريع ولكن لم تتوقف، وسوف يتم المضي في المشاريع في حال تحسنت الأوضاع ووصلنا إلى مرحلة التعافي الاقتصادية، وتأثير الأزمة يزيد كلما طالت فترة الأزمة، والأوضاع حالياً تحسنت مما أثر على حركة الصناعة والاقتصاد والذي أدى إلى زيادة الطلب على النفط والغاز والذي بدوره أدى إلى زيادة أسعاره.
كما أن أزمة حرب الخليج كان تأثيرها كبيرًا على الكويت حيث توقف انتاج النفط تماماً خلالها وعاد بعد حرب التحرير ولكن الكويت استطاعت بوقت قياسي العودة إلى الانتاج واستكمال أعمالها والذي ساعدها بشكل كبير في تعويض الخسائر.

4. ماهي أهم الاكتشافات النفطية الحالية لدولة الكويت؟
مؤسسة البترول الكويتية تعمل كمظلة للشركات التي تعمل في القطاع النفطي، ومن ضمنها شركة نفط الكويت وهي الشركة المعنية بعمليات الاستكشاف والانتاج للنفط والغاز في دولة الكويت، وتقوم شركة نفط الكويت بعمليات الاستكشاف والبحث عن النفط والغاز باستمرار، ومن آخر الاكتشافات النفطية لدولة الكويت كان حقلين الأول في حقل حومة الذي يقع في شمال غرب الكويت وتم اكتشافه باستخدام تقنية المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد، وأيضاً تم حفر بئر في الحقل الجديد ونتائج الاختبارات الأولية بينت أن القدرة الإنتاجية تبلغ ما يقارب 1450 برميلا من النفط الخفيف يومياً، والاكتشاف الثاني في حقل القشعانية الذي يقع في شمال الكويت وبينت النتائج الأولية على القدرة الانتاجية للحقل التي تقارب 1800 برميل من النفط الخفيف في اليوم، والاكتشافات ليست قاصرة على الحقول الجديدة ولكن أيضاً على الامتداد للحقول الحالية فقد تم اكتشاف جزء ممتد من حقل برقان الكبير وتم تقدير الانتاج اليومي بما يقارب 2000 برميل من النفط.
5. كيف تقيم أداء القطاع النفطي في الكويت؟
يمكن أن نقول أن القطاع النفطي في الكويت يعتبر من أكثر القطاعات كفاءة واحترافية وتطورًا من الناحية التشغيلية وأيضاً من الناحية الوظيفية، حيث أن القطاع النفطي مهم جدا للكويت ولشدة المنافسة في هذا القطاع الذي يحتم استمرار البحث عن التطوير والتميز في التشغيل والأداء فمن الناحية الوظيفية، كما يحرص القطاع النفطي على استمرارية تطوير الموظفين لضمان كفاءة العمل والتشغيل، وأيضاً التطور في نظام التقييم السنوي لأداء الموظفين لضمان استمرار المتابعة للمستوى الوظيفي للموظفين والمحافظة على المستوى العالي في الأداء.
6. كيف ترى مخرجات الهيئة العاملة في القطاع النفطي؟
تقوم الهيئة بجهود كبيرة وعمل مستمر في تجهيز وتعليم وتدريب الطلبة ليكونوا على قدر عال من تحمل المسؤولية وأصحاب كفاءة عالية، وتحرص الهيئة ممثلة بإداراتها وأقسامها المختلفة على أن يتعلم الطالب آخر ما وصل إليه العلم في مجالها، وعلى تزويد الطالب لما يحتاجه من علم ومعرفة ليقوم على أداء عمله بكل كفاءة واتقان، ويشهد القطاع النفطي على تميز مخرجات الهيئة في العمل في جميع المجالات وعلى جاهزيته بالعلم والمعرفة للقيام بعمله على أكمل وجه، وعلى التعاون والعمل على تطوير العمل، وهذا ما رأوه المسئولين في مخرجات الهيئة في ميدان العمل ومشاركة القطاع النفطي في الصناعة.
وهذه الإشادة جاءت بسبب الجهود المستمرة والتعاون البناء بين الهيئة والقطاع النفطي في تهيئة مخرجات الهيئة لتكون مستعدة ومهيأة بكامل المهارات والمعرفة التي يحتاجها القطاع النفطي.