تهتم الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بمواهب وإنجازات أعضاء هيئتي التدريس والتدريب والإداريين فاهتمامها لا يقتصر على الطلبة فحسب، بل تسعى على احتواء منتسبيها في جميع المجالات
· الفن تغذية بصرية تعكس المشاعر الكامنة وترسم الواقع المجتمعي.
· التنوع في الهوايات يزيد من الإبداع في الفن والرسم
تهتم الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بمواهب وإنجازات أعضاء هيئتي التدريس والتدريب والإداريين فاهتمامها لا يقتصر على الطلبة فحسب، بل تسعى على احتواء منتسبيها في جميع المجالات، وتشجعهم في شتى الطرق من خلال تنظيم المعارض التي تستعرض مواهبهم وأعمالهم الفنية واليدوية والشخصية، وتعمل هذه المعارض على اكتشاف المبدعين والموهوبين في الهيئة وتنمي مهاراتهم لبث روح الفن وكذلك تخلق بيئة ملائمة لفتح مجال النقد الفني.... مجلة صناع المستقبل أجرت حواراً مع بعض الموهوبين المشاركين في المعرض الفني وتحدثوا بتفاصيل عن هوايتهم ومشاركتهم في المعرض...
بدايةً التقينا بـ أ.عذاري عايض العتيبي عضو هيئة التدريب في كلية التربية الأساسية مكتب التربية العملية تخصص التربية الفنية وشاركت معنا رحلتها في عالم الفن الذي بدأت منذ الصغر وقامت بتطويرها واحتواء هذه الموهبة إلى أن درست بكلية التربية الأساسية في قسم التربية الفنية وتأسست على يد العديد من الرسامين من بينهم الفنانة سمر البدر وسلوى أيوب وكمال حلاوه، كما يجذبها أعمال الفنان العالمي هنري ماتس وبابلو بيكاسو، وبالرغم من إعجابها بهؤلاء الفنانين الذين يتبعون مدارس فنية مختلفة إلا أنها لا تتبع أي مدرسة بل عملت على دمج المدارس الفنية، تفننت بإبداع على طريقتها وابتكرت مدرسة فنية خاصة بها، وأيضاً تبدع بدمج الألوان بالرسم، حتى تعبر بكل ما يحلو لها من مشاعر بلوحة فنية باهرة وتشارك بها في المعارض الفنية كمشاركتها بمعرض نادي العاملين، وقالت بأن هذا النوع من المعارض يساعد الفنان على تبادل الخبرات والتعرف على الفنانين وتشجيعهم من خلال إبراز المواهب الإبداعية وعرض الأعمال الفنية، وقدمت نصيحة لجميع الفنانين المبتدئين عن أهمية تطوير الثقافة البصرية من خلال زيارة المتاحف والمعارض محلياً وعالمياً ومشاهدة مقتنياتها وذلك لتطوير المهارات والحس الفني.
أما أبرار عثمان العثمان فهي فنانة تشكيلية ومحبة للفنون، تحدثت عن رحلتها في الفن والتي بدأت منذ الأيام المدرسية حيث كانت من محبي حصص التربية الفنية ومن خلالها قامت بممارسة العديد من أنواع الفنون كفن الزخرفة والرسم بالألوان الزيتية إلى أن قادها شغفها بالفن للالتحاق بمعهد الفنون التشكيلية في عام 2014 لتتأسس على يد الأستاذ الفنان: إبراهيم العطية والذي كان له الفضل في صقل موهبتها وتأسيسها في فن الرسم، حيث ترى بأن الرسم موهبة وهواية باهرة لكنها تتطلب الاستمرارية في الممارسة لذلك تحرص على تخصيص ساعات لممارستها، كما ذكرت حرصها بالاطلاع على جميع الفنانين والأعمال الفنية بأنواعها وترى الفنان العالمي فان جوخ فريد من نوعه في تعبيره بالرسم، وتفضل عدم اتباعها لأي من مدارس الفن لذا تقوم بتجربة جميع أنواع الفنون والرسم الحر الذي يساعدها على وضع لمساتها في لوحاتها التي تحاكي الواقع.
وتحدثت أبرار عن تجربتها في المعرض الفني لنادي العاملين حيث قالت بأنها فرصة تضيف لمسيرتها الفنية وتعتبر هذه المعارض من وجهة نظرها أنها مساحة إبداعية للفنان حتى يعرض أعماله الفنية والتفاعل مع الجمهور، وقد شاركت بثلاث لوحات بورتريه عن شخصيات غنائية، وكانت عبارة عن لوحتين للفنانة الراحلة أم كلثوم والتي رسمتها بالألوان الزيتية والأخرى بالألوان المائية واللوحة الثالثة للفنانة الكويتية الراحلة عائشة المرطة بالألوان المائية
وفي كلمتها الأخيرة لنا أفادت بأن الفن والرسم موهبة من الخالق ومتنفس عما يجول بداخل الإنسان من أفكار ومشاعر حيث نصحت كل شخص يمتلك تلك الموهبة البراقة بالعمل عليها وتطويرها وصقلها من خلال الممارسة الدائمة والمشاركة بالدورات التدريبية.
ثم انتقلنا إلى الفنانة آلاء أشكناني وتحدثت عن شغفها بالرسم حيث كانت تعشق الألوان منذ الصغر وتقوم بتفريغ طاقتها وكل ما يدور بداخلها من خلال الألوان والورق إلى أن اتخذت الرسم جزءاً من حياتها، وكان والديها من أول الداعمين والمشجعين لها وقاموا بتنمية موهبتها، وقالت بأن الاستمرار في ممارسة هواية الرسم يؤدي ذلك إلى الاحتراف والإبداع ومن الضروري عدم إهمال المرء بممارسة هواياته حتى يتم إتقان الموهبة وتنميتها، وترى بأن فن الرسم يساعد الفنان على وصف المشاعر أو الأحداث والتعبير عن قضية أو واقع قصة بلوحة أو رسمة ولو كانت بسيطة لكن الاستنتاج لمعناها يعتبرعميق، وعبرت عن حبها في المشاركة بالمعارض الفنية لاعتبارها انعكاسات لأفكار المشاركين بشكل معاصر وراقي.
وذكرت ألاء اشكناني بأنها تنتمي إلى المدرسة الواقعية في الفن ومن خلال حديثها رأينا اهتمامها بتفاصيل الرسم وبأن هذه المدرسة تركز على كل ما هو واقعي وحقيقي وموجود في الطبيعة، وتقوم بتسليط الضوء على الواقع السياسي والاجتماعي والديني من خلال الأعمال الفنية، مبينة لنا أن الفنان إيمان ملكي هو من يلهمها والذي تراه أعظم رسام واقعي، وفي ختام لقائنا قدمت نصيحة لكل الفنانين بضرورة تطبيق طريقة التغلب على "الآرت بلوك" وهي مشكلة يواجهها الرسام حيث يفقد فيها شغف الرسم ولا يستطيع ممارسة هوايته وذلك يكون بإحدى الطريقتين للتغلب عليها:
- لا ترسم نمط واحد فقط، بل قم بتغيير نمط الرسم المعتاد عليه حتى يمكنك اكتشاف تقنيات جديدة ومن خلال تغيير النمط والممارسة تتمكن من الاستمرارية.
- لا تضع كامل تركيزك في الرسم، ولا أقصد بذلك أن تكون كسولاً لكن من خلال الاستمرار في الرسم من غير ممارسة بقية هواياتك قد يجعلك تشعر بالضجر وذلك يؤدي إلى الآرت بلوك.
في ختام لقائنا مع الموهبين تعرفنا على أهمية التغذية البصرية للتعبير عن مشاعرنا الكامنة وتعتبر من الأشياء الملهمة التي تحكي قصص جدلية وتطرح قضايا قد تفيد المجتمع وتؤثر على سرعة استجابة الناس لهذه الرسالة، لذا فإن زيارة المعارض الفنية من حين لآخر يعطي مجالاً للنقاش والنقد البناء وأيضاً تبادل وجهات النظر والآراء التي من خلالها قد يغير المرء رأيه في موضوع ما أو يكتسب خبرة، وكذلك يمكن أن يغذي بصره عن طريق تأمل القصص المطروحة التي تحقق زيادة الحس الفني والإبداعي في المجتمع.