أ.نفلة الحربش

عضو هيئة تدريب -قسم التربية العملية

كلية التربية الأساسية

"إن الإنسان إجتماعي بطبعه" هكذا يقول ابن خلدون في مقدمته ، و"الإنسان" كلمة جاءت من الأنس، فالإنسان يستأنس بمن حوله، يتعايش معهم ويتبادل الأفكار والمنافع المختلفة  وهذا ما تتبلور عليه المجتمعات ، إلا أن اختلاف الشخصيات والطبائع والأمزجة قد يدهور علاقة هذا الأنس بالآخر فتراكم التجارب السيئة يجعل البعض لا يأمن الآخرين ويتخوف من عقد العلاقات ويتشائم من عواقبها، ويحاصره هاجس الفشل فيها أو الألم الذي قد تخلفه.

 فهل على هؤلاء اللجوء إلى العزلة ومخالفة طبيعتهم الإنسانية بسبب هذه التجارب؟!.

  يُحاط الإنسان بأشخاص تربطهم به علاقات مبنية على مكانة حيزت لهم بسبب منصب، أو مكانة اجتماعية، أو صلة قرابة، أو صداقة، ...إلخ ، هذه المكانة غالباً تأتي مقرونة بمشاعر الحب والاحترام والتقدير لهؤلاء الأشخاص ويجبل من حولهم على التعامل بها معهم ، مشاعر لم يكلفهم الحصول عليها أي جهد في العلاقات، ولم يكن تميزهم الشخصي سببًا لاستحقاقها، مشاعر جادت بها هذه المكانة عليه فإن كان ذا قلب رحيم معطاء عادت لمن حوله بالخير الكثير، وإن كانت بين يدي متسلط أعوج خلقت منه "دكتاتورًا" متغطرسًا يريد دومومة توهج هذه المشاعر وإن داس فتيلها بقدميه!!!. يراها استحقاق لا كرم أخلاق ممن حوله، يصارع ليقود ويحارب كل من يراه كمنافس، الآخرون هم سبب كل خطىء يقع فيه فيتفنن بنزع ثقتهم بأنفسهم ويضخم من عيوبهم وقد يسحب بساط فرحهم بالإنجاز من تحت أقدامهم بتسليط الاهتمام عليه، وإن تمكن أي منهم من الإنزلاق لدائرة الضوء سيلحقه التهميش إلى أن يفقد متعة الإنجاز.

"النفس من خيرها في خير عافية .. والنفس من شرها في مرتع وخم".

  في عام 2009 ربطتني بإحدى الزميلات صداقة لازالت قائمة ولله الحمد، في بداية معرفتي بها كانت حذرة جدًا في الحديث مع الجميع وكانت تميل للعزلة كثيرًا رغم تميزها في مجالها وإتقانها لكل عمل يتم تكليفها به، كانت كثيرة التبرير لكل ردة فعل منها، وكـأنها تخشى مقت وغضب من حولها!!!. توثق حتى الأعمال البسيطة متأهبة لأي محاسبة!!. وبعد عدة شهور كانت كالفراشة التي أذنت لنفسها أخيرًا بالتحرر من الشرنقة التى خشيت أن تغادرها لعدة سنوات!!.  بدأت بغمر الجميع بالحب والاهتمام، لا شيء يحد من عطاءها، تعصف بالأفكار لميلاد كل جديد ومفيد، وكأنها قد انسلخت من قشرة لم تولد بها، وإنما ألبستها إياها الظروف.، وفي لحظة تحرر من الماضي أخبرتني أنها كانت مجندة زمنًا لإرضاء مسؤولة متسلطة : كانت تبني مجدها من احتراقي بعد أن توهمني بعدم جدوى ما أقوم به!. كانت تعرقل كل تكريم لي من قبل أي مسؤول آخر باختلاق النقص فيني!. كل خطأ أكون شماعة له .. أعلقه أنا بيدي بايتسامة ساخرة منها!! .. كنت أغيب عني، وكدت أفقدني إلى أن منّ الله علي بنقل إداري كان بمثابة الخلاص لي.

    إن وجود من يطوع أخلاقك ليرفع بها مقام الأنا في نفسه قد يكلفك روحك وسلامها الداخلي، فإن كان لابد من وجودك في محيطه فعليك أن تأطر صلاحياته، لا تكثر من جداله العقيم، ولا تكشف له أحلامك أو أهدافك، همش وقع آراءه تجاهك ولا تجعلها مقياسًا لإنجازاتك ، "ادفع بالتي هي أحسن" وارتقي بأخلاقك عن مستنقع يستدرجك له ، عندما أرسل الله سيدنا موسى عليه السلام إلى فرعون أمره عز وجل: "فقولا له قولًا لينًا لعله يتذكر أو يخشى"، الخطاب بأخلاق المبعوث لا المبعوث إليه.

    العالم مليء بأناس قد تحاسب نفسك على لينها ولطفها الذي قد يربك توازنك النفسي بالتعامل معهم، لكن إن وضعت مسطرة الاستحقاق ستجد أن قاماتهم تتقزم أمام ما توجده أنت في حياتهم وأن وجودك بينهم إكراماً لهم.

لقهم منك ببشر ثم صُن ... عنهم عرضك عن كل قذر".

للكاتبة: شيخه عيسى محمود العصفور

الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب

  إدارة البحوث والاستشارات                                     

إن جودة البحث العلمي وكذلك المهارات التعليمية للمعلم في عملية البحث والاكتشاف والاستدلال عن الحقائق العلمية تعتمد على أدوات متكاملة فيما بينها من أجل معطيات علمية مثمرة، حيث تتكرر في مواضع كثيرة في القرآن الكريم في قوله تعالى: «أفلا تعقلون - أفلا تسمعون - أفلا تبصرون - أفلا تتفكرون - أفلا يتدبرون»، خمس أدوات بحثية يجب أن تُستخدم كمفاتيح للبحث الجيد، أو كمهارات للتعليم الجيد، وهي دلالة على أن أساس الدين الإسلامي قائم على البحث والعلم في الوصول للحقائق، فالعلم فريضة على كل مسلم حاله حال الفرائض الأخرى، فهو عبادة في حد ذاته.            

فعندما يَقدِم الباحث على عمل بحث علمي جدير بالتأويل على أرض الواقع، فإنه أولا يتبصر بالقضية المراد دراستها في قوله تعالى «أفلا تبصرون» والتي تكمن في الخلفية الثقافية للموضوع، والتي يتم اكتسابها من خلال القراءات الجمة في صلب الموضوع العلمي المراد دراسته - والموضوعات ذات الصلة، والمطالعة البناءة في التخصص.

 أما في قوله تعالى «أفلا تسمعون» فيجب على الباحث الاستماع لكل ما يدور حول تلك القضية العلمية المراد دراستها أو النظرية العلمية من حيث الأفكار والاتجاهات والنظريات المختلفة عن طريق الاستفتاءات الشفهية والمحاضرات والندوات... إلخ، فإِنَ تَلقي المعلومة عن طريق السمع تختلف عن تلَقي المعلومة عن طريق البصر، ويجب على الباحث أن يوظف تلك المحسوسات كلها بشكل متعاون ومتكافل مع بعضها البعض من أجل صقل القضية العلمية بإبداع ودقة.

 أما بالنسبة للتعقل في قوله تعالى «أفلا تعقلون» فيعني إدراك حقائق الأشياء من خلال تفكيك وتحليل العبارات والمصطلحات من حيث تعريفها وفهمها - للوصول لأعلى درجات التعقل، والتعقل يلزم الباحث الصبر والتروي، كون أن مركز التعقل في الإنسان هو القلب، فالقلب هو المحرك والموجه الرئيسي للفرد لأي عمل يقوم به، فينعكس عليه ما اكتسبه من خبرات واتجاهات متبلورة ، وعليه يكون الشغف والأصالة في التعقل مبني على ما تم غرسه بالقلب.

 أما التفكر في قوله تعالى "أفلا تتفكرون" فيكون بالاعتبار والعظة، من خلال ترتيب الأفكار والأولويات كخطة متبعة من أجل الوصول للهدف.

 أما التدبر في قوله تعالى «أفلا يتدبرون» فهو تأمل الحقائق بالقلب وربطها فيما تتمثل له الفطرة والطبيعة، وهو مرحله مكملة للتعقل، كما أنه يعني التأمل في تصريف القلب بالنظر إلى الدلائل.

تلك كانت أبرز المفاتيح البحثية والتعليمية من المنظور القرآني، يدعو بها الله عز وجل عبادة الصالحين للتفكر بها وأخذها بالاعتبار في البحث عن المنطق، فالحمد لله على نعمة القرآن الذي لم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.

التسامح هو الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية، فهو ليس واجباً أخلاقياً إنما هو واجب سياسي و قانوني ، وهو الفضيلة التي تيسر قيام السلام و إحلال ثقافة السلام محل ثقافة الحرب. 

يحتفل العالم في 16 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للتسامح ، وتعتبر هذه المناسبة التي تحتفل بها الأمم والشعوب والمجتمعات دعوة إلى ترسيخ قيم وثقافات التسامح والاحترام والتآخي ونبذ كل مظاهر التعصب والكراهية والتميز ، فهو يوم لاحترام ثقافات ومعتقدات وتقاليد وفهم المخاطر التي يشكلها التعصب ، و بدورها تسعى منظمة الأمم المتحدة إلى الالتزام بتدعيم التسامح من خلال تعزيز التفاهم المتبادل بين الثقافات والشعوب  ، وتكمن هذه الضرورة في جوهر ميثاق الأمم المتحدة وكذلك في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، خاصة وأنها حالياً أكثر أهمية في ظل ما يشهده العالم من زيادة التطرف العنيف واتساع الصراعات التي تتميز بتجاهل أساسي للحياة البشرية.

أنشئت جائزة اليونسكو – مادانجيت سنغ لتعزيز التسامح واللاعنف في عام 1955 بمناسبة الاحتفال بسنة الأمم المتحدة للتسامح وبذكرى مرور مائة وخمسة وعشرين عاماً على ميلاد المهاتما غاندي ، في هذا العام أيضاً اعتمدت الدول الأعضاء  الذي يبلغ عددهم 185 في اليونسكو إعلان المبادئ وخطة العمل بشأن التسامح وتعزيزه و نبذ العنف عن طريق برامج ومؤسسات تعني بمجالات التربية والتعليم والثقافة والاتصال، وقد أستلهم إنشاء الجائزة من المُثل العليا الواردة في الميثاق التأسيسي لليونسكو الذي ينص على التالي " من المحتم أن يقوم السلام على أساس من التضامن الفكري والمعنوي بين البشر "

وتبلغ قيمة الجائزة 100000 دولار أمريكي  تمنح كل سنتين خلال احتفال رسمي بمناسبة اليوم الدولي للتسامح ، تعطى الجائزة كمكافأة لأشخاص أو مؤسسات أو منظمات تميزوا بقيامهم بمبادرات التسامح و نبذ الكراهية على مدار عدة سنوات بهدف تعزيز التفاهم و تسوية المشكلات الدولية أو الوطنية بروح من التسامح واللاعنف .

هناك عدة طرق يمكن القيام بها  للاحتفال بيوم التسامح  العالمي وزيادة انتشار مفهومه بين أفراد المجتمع و هي :

• تعليم و نشر طرق احترام حقوق وواجبات الأشخاص من حولنا .
• الاعتراف بمعتقدات و مبادئ الآخرين .
• التحدث عن الأثر السلبي للتعصب والتشبث بالرأي وعدم الاستماع للرأي الآخر .
• العمل على نشر المعلومات حول التسامح وتقبل الآخرين وزيادة الوعي بتلك الصفات .

إن التسامح بين أفراد المجتمع يساهم ببث روح المسامحة في جميع مجالات الحياة مما يؤدي إلى انتشار السعادة بين الأفراد وتزيد المحبة بشكل قوي بينهم ويعم العدل الذي يعتبر شيء أساسي في الحياة ليس فقط عند بعض الناس دون البعض الآخر، بل على كافة أطياف المجتمع ، و تملأ الطمأنينة قلوب البشر فلا يكون هناك تواجد للكره و لن نسمع عن ارتكاب الجرائم بين العالم ، كما أن أثر التسامح يكون واضحاً على الصحة النفسية والبدنية للأفراد لذا نرى الأشخاص الذين يقومون بالعفو عن زلات الآخرين دون انتظار المبادرة والاعتراف بالخطأ يعيشون عمراً أطول من غيرهم.

وللتسامح أيضاً دور مهم في السيطرة على مشاعر الغضب والانتقام مما يؤدي إلى خفض مستوى ضغط دم و يخفض من سرعة دقات القلب و يزيد من قوة الجهاز المناعي لدى الأشخاص المتسامحين عن غيرهم ، و يحد من الأرق والاكتئاب .

إن التسامح لا يعني التساهل أو عدم الاكتراث بل هو احترام وتقدير للتنوع الغني في ثقافات هذا العالم وأشكال التعبير وأنماط الحياة التي يعتمدها الإنسان ، فهو يعترف بحقوق الإنسان العالمية وبالحريات الأساسية للآخرين وبما أن الناس متنوعون بطبيعتهم لذا وحده التسامح قادر على ضمان بقاء المجتمعات المختلطة في كل منطقة من العالم.

 إعداد الزميلة/ مريم الصراف

بقلم الاستاذة : موضي محمد العجمي

عضو هيئة تدريس بقسم الادارة

كلية الدراسات التجارية

السعادة كما يؤمن الأغلب منا انها الغاية العظمى و النتيجة النهائية التي نصل إليها بعد طول عناء أو بعد جهد جهيد . و هذا الاعتقاد خاطئ تماماً !!! نعم فالسعادة ليست بغاية و لا هدف بحد ذاتها و لا هي نتيجة نصل إليها بعد أداء مجهود محدد .

فالسعادة نمط حياة و هي اختيارفي الاصل ،  فنحن نختار ان نكون سعداء ، و هذه حقيقة تم اثباتها علميا خلال العقدين الماضيين و قد ركز العلماء على دراسة السعادة و مفهومها و تطبيقاتها حتى ظهر لدينا ما يسمى ب "علم السعادة".

أجل السعادة علم يدرس و مهارة قابلة أن يكتسبها الجميع ، و لكن نحتاج إلى تعديل بعض المفاهيم الاساسية لدينا و تقويم بعض السلوكيات التي اعتدناها. فلقد تعلمنا للأسف بأن الشخص أيا كان عندما يجتهد في اداء امرما فانه يسعد باتمام هذا الامر . و لكن وجد علماء المخ والاعصاب و علماء علم النفس و الاجتماع و  خبراء علم السعادة بان منبع السعادة من الانسان نفسه و ليس من البيئة التي من حوله و لا من نجاحاته او انجازاته التي يحققها او من أفراد آخرين فالعكس صحيح.

فالسعادة أشمل بمفهومها من ان يفرح أو أن يسر شخص من موقف محدد فهي ليست حالة من البهجة و السرور المؤقتة ، فالسعادة في الاصل تكون معتقد راسخ بالشخص نفسه تكون لديه أفكاره و بالتالي توجهاته و سلوكياته  و هي نمط حياة يتخذه الفرد في حياته . لذلك اعتبرها العلماء اختيار آني للوقت الحاضر و ليس بالمستقبل.

فقد أثبت العالم Dan Gibert من خلال دراسة العقل البشري و اعداد مجموعة من التجارب التي أثبتت أن السعادة في الاصل هي اختيار،  فالعقل البشري لديه الحرية في اختيار ما يسعده و إلى أي مدى يمكن ان يسعده .

فطريقة التفكير التي يعمل بها العقل هو المسئول الرئيسي نحو سعادتنا . فقد وجد العلماء من الدراسات العديدة  التي تمت بانه كلما كنا سعداء كلما ازدادت نجاحاتنا ، و قد وضح خبير السعادة شون آشور من خلال دراسة اعدها على مجموعة من طلبة جامعة هارفارد : "بأن العقل الإيجابي يساهم في التركيز على الاهداف و كيفية تحقيقها و ليس العكس"  .

و قد اكدت العديد من الدراسات في مجال علم النفس و الطب و الادارة و غيرها من العلوم من ان السعداء أطول عمراَ و اكثر نجاحاً و اكثر صحة و أكثر قدرة على التعامل مع الاخرين و بناء علاقات ناجحة و اكثر ثقة بانفسهم  و اكثر تكيفاً للأزمات و المشاكل التي تمرعليهم و الافضل في تحقيق أهدافهم. لذلك فإنه من المهم ان نكون سعداء  من أجل تحقيق أهدافنا ، و لكن كيف يمكننا ذلك ؟

في مقال تم نشره في موقع WebMD الطبي تطرق الكاتب توم فاليو إلى مقال " اختيار أن نكون سعداء" Choosing to Be Happy حيث وضح سبع استراتيجيات مختلفة للسعادة و أولى هذه الاستراتيجيات هي اختيار أن نكون سعداء أي أن تكون لدينا النية و الرغبة الداخلية بالسعادة و يقصد بها الالتزام الواعي بان نكون سعداء من خلال اختيار الاتجاهات و السلوكيات التي تسعدنا .

أما الاستراتيجية الثانية هي التعبير عن الامتنان و الشكر للنعم و الهبات التي نمتلكها ، و قد اتفق العديد من العلماء على أن تمارين الامتنان تساعد على تنمية السعادة لدينا و هذا ما وضحه خبير السعادة شون آشور من خلال كلمته التي ألقاها في Ted Talks عام 2011 و كذلك من خلال حملات ومقالات حركة النوير الايجابية (alnowair.com) أن التعبير عن الامتنان لثلاث هبات او نعم يوميا و لمدة 21 يوما تساعد على برمجة العقل و ترسيخ الاعتقاد و الرغبة بالسعادة .

و ثالث استراتيجية للسعادة هي التسامح ، يعتبر التسامح من أهم الامور التي تساعدنا لنحظى بحياة سعيدة ، و قد عرضت العديد من الديانات و الثقافات المختلفة إلى أن التسامح يساعد في تنمية الصحة النفسية و العقلية و الجسدية و يعيد لنا توازننا في الحياة . و في ديننا الحنيف العافين و المتسامحين لهم مكانة خاصة لدى الرب عز و جل و هم اكثر سعادة و رضا و طيلة في العمر .

رابعا الوعي ، و نقصد بالوعي بالمشاعر و الافكار و المعتقدات و ذلك لكونها محركات السلوك الرئيسية و التي لها تأثير كبير جداً على تصرفاتنا . لذا فإن معرفتنا و وعينا التام بها يجعل لنا القدرة على التحكم بها. و من اهم الطرق التي تساعد في توعيتنا لأفكارنا و مشاعرنا هي كتابة ما نشعر به و ما نفكر به حيال مواقف معينة تمر علينا باليوم الواحد حتى نتمكن من ان نتعرف على تصرفاتنا نحو المواقف المختلفة ان كانت ايجابية ام سلبية.

و لمحاربة الافكار و المشاعر السلبية فإن من أفضل السبل التأمل و ممارسة رياضة اليوغا و ممارسة أساليب التنفس السليم و تحدي الافكار السلبية و الالتزام بالافكار الايجابية . لذلك من المهم أن ننتبه إلى ما نفكر به فأسلوب تفكيرنا و أفكارنا تحدد سلوكنا و بالتالي مدى سعادتنا.

خامسا التمارين الرياضية و الحركة الجسدية بشكل عام تساعد على التخلص من الطاقة السلبية و الافكار الهدامة و مقاومة الضغوط و القلق ، كما ان النوم العميق الهاديء و تناول الأطعمة الصحية التي تساهم في تحسين المزاج العام و تقليل العصبية كل ذلك يؤدي إلى سعادة أكثر للأفراد.

سادسا العطاء و ممارسة الاعمال و الانشطة الخيرية ، حيث يعتبر أي عمل او نشاط انساني هدفه العطاء و مساعدة الاخرين بشكل بحت من اهم مصادر السعادة . فقد أثبتت الدراسات أن الاعمال التطوعية و المساعدات الانسانية و الصدقات و الهبات تساهم في تحقيق السعادة للفرد ، فالفرد يعيش لنفسه و للآخرين و ليس لنفسه فقط كما ان العطاء يجعل لحياة الفرد قيمة و لانقصد بلعطاء أن يكون مادياً بالضرورة و لكن أي عمل و لو كان بسيطا تساهم فيه باسعاد شخص آخر ، قد تكون كلمة طيبة جميلة أو مدح و لو لعمل بسيط لشخص ما .

سابعا السعادة لا ترتبط ارتباط وثيقا بالماديات ، لذلك نجد العديد من الاغنياء الذين لا يحظون بالسعادة الحقيقية . و لكن في دراسة بريطانية امتدت سبعون عاما ،  نجد ان الفقر بصوره الشديدة يساهم في التعاسة و يقلل من فرصة السعادة للفرد و ذلك حسب ما تطرقت إليه الكاتبة هيلين بيرسون في  Talks Ted للعام 2017 ، حيث أوضحت الدراسة ان الاطفال الذين عاشوا في مستويات دنيا من الفقر  قد أثر على سلوكياتهم و على مدى سعادتهم. لذا فإنه من المهم أن لايربط الشخص سعادته بالماديات من حوله غير أن الفقر الشديد له دور في تعاسة البشر.

و احد المفاهيم الاساسية للسعادة هي القبول و خصوصا للامور التي لا يمكن لنا التحكم بها ، فالعقل البشري لديه قدرة هائلة على تقبل الامور و اصطناع السعادة للفرد. و هذا ما حثنا عليه ديننا الحنيف بمفهوم الرضا بالقضاء و القدر، ففي كتاب "دع القلق و أبدأ الحياة" تطرق الكاتب ديل كارنيجي إلى أحد مفاهيم الايجابية و هي الرضا بقضاء الله و قدره حينما وجد مجموعة من المسلمين من بلاد المغرب أكثر سعادة من غيرهم رغم صعوبة البيئة التي عاشوا فيها.

السعادة اذن هي بأيدينا و نستطيع ان نتملكها فهي نمط حياة و ليس هدفاً ساميا نسعى إليه كل ما نحتاج إليه هو الوعي و النية و قليلا من الجهد لنكون سعداء .

اتمنى لكم حياة ملؤها السعادة و البهجة و السرور.

للتواصل : mmm.alajmi@paaet.edu.kw

بقلم عضو هيئة التدريب / أ. ناصر أحمد العدساني

قسم السياحة – المعهد العالي للخدمات الإدارية

في هذه المقالة نسعى إلى تسليط الضوء على مفهوم الخدمات الفندقية ومهامها بالإضافة إلى أهميتها في المجال الصحي والطبي في دولة الكويت لاسيما بعد أن شهدت الدولة تطورات وتوسعات عدة  في منشآتها الصحية مع زيادة بعدد الأسرة والغرف وذلك لتحقيق النسبة والتناسب مع ارتفاع عدد السكان بالدولة ، والجدير بالذكر أن الخدمات الفندقية دخلت في صلب هذه التطورات بنية تقديم أفضل الخدمات الصحية للمريض والمراجع وذلك للوصول إلى مستوى عالٍ من الجودة من خلال تطبيق أفضل معايير خدمات الرعاية الصحية المتميزة لخدمة المجتمع بشكل إيجابي.

يعتبر تخصص مفتش خدمات فندقية من التخصصات التدريبية التي تم إدراجها حديثاً من ضمن خطة البرامج التدريبية للمعهد العالي للخدمات الإدارية بعد التنسيق والتعاون المشترك ما بين الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ووزارة الصحة لتلبية احتياجاتها من خريجي الهيئة، لمواكبة آخر تطورات سوق العمل واحتياجاته تأكيداً منها على دعم الكوادر الوطنية الشابة مع توفير الفرص الوظيفية المناسبة لهم.

 وقد صُمم هذا البرنامج لحملة شهادة الثانوية وما يعادلها ليتخرج بعدها الطالب أو الطالبة مع شهادة دبلوم بعد اجتياز أربعة فصول تدريبية مع تدريب عملي في موقع وزارة الصحة، بالاضافة الى فصل التدريب الميداني مما يؤهلهم للعمل في القطاع الصحي والطبي ليخدم بالمقام الأول طلبات واحتياجات وزارة الصحة. 

والجدير بالذكر أن الخدمات الفندقية هي عبارة عن الخدمات غير الطبية التي توفرها إدارة المراكز الصحية والمستشفيات للمرضى، وتشمل نواحي عديدة أبرزها التغذية وخدمات النظافة والغسيل وأماكن الترفيه، وحسن المعاملة مع الأفراد بالإضافة إلى الاهتمام بنظافة الفرش والأثاث والغرف والمنشأة الصحية، وغيرها من وسائل تأمين راحة المريض على المستويات كافة لتحسين الحالة النفسية والجسدية له، وجاء ذلك بعد أن أدركت إدارات المنشآت الصحية مدى أهمية راحة المريض النفسية وانعكاس ذلك على مدى تحسنه وشفاءه

ويعتمد أداء الخدمات الفندقية بشكل عام في أي منشأة صحية على الطرق العلمية وأساليب الجودة لدى الأفراد من أجل التوجّه نحو تقديم خدمات متميزة وذلك لتلبية احتياجات ورغبات المرضى بالشكل الذي يفوق توقعاتهم ، ولتحقيق ذلك هناك فروع عدة يتم التركيز عليها وتشمل: فرع التعقيم، فرع التغذية، فرع إنتاج الأغذية والمشروبات، فرع خدمة الغذاء، فرع النظافة العامة، فرع الغسيل والمصبغة وغيرها من الفروع الأخرى ، فالخدمات الفندقية أصبحت اليوم جزءاً لا يتجزأ من الرعاية العلاجية، نظراً إلى ما تهدف إليه من إضافة قيمة للمريض عن طريق توفير جميع سبل الراحة النفسية والجسمانية له كما أشرنا سابقاً، وهذا كله يُسهم في وصول المنشآت الصحية إلى مستوى الجودة الشاملة مع تحسين بيئة العمل من خلال قياس مستوى جودة الخدمات الفندقية المقدمة ومعالجة المشاكل التشغيلية بالقطاع الفندقي لدى المنشأة الصحية ، والأهم من ذلك، بات على المنشآت الصحية اليوم تقديم مستوى عالٍ من الخدمة خاصة في مجال الخدمات الفندقية التي تتميز بدرجة عالية من الدقة والحساسية لاسيما عند التعامل مع المرضى ولا يحدث ذلك إلا من خلال توفير عمالة متخصصة ذات كفاءة عالية مُدربة على أحدث المستجدات في قطاع العمل الصحي مع الحرص على تطويرها بشكل مستمر لتقديم أفضل الخدمات الفندقية والعلاجية .

ويكمن الهدف الأساسي من إعداد هذا البرنامج التدريبي برفع كفاءة المتدربين لأداء المهام الوظيفية بالشكل الصحيح، بالإضافة إلى تثقيفهم بطرق التعامل مع المرضى والمراجعين وكيفية العناية بمرافق المنشأة الصحية، والاهتمام والمتابعة ومراقبة جودة الخدمات المقدمة على المستويات كافة.

وتعتبر الجودة في تقديم تلك الخدمات من الموضوعات التي حظيت بدرجة كبيرة من الاهتمام لدى المؤسسات الصحية، فتحسين جودة الخدمات التي تقدمها هذه المؤسسات تحقق العديد من المنافع للفرد والمجتمع، ويعود الاهتمام الكبير بجودة الخدمات الصحية مقارنةً بغيرها من الخدمات الأخرى، كونها تتعلق بصحة الفرد. فالعنصر البشري اليوم يعتبر أغلى ما يملكه أي مجتمع.

من جهة أخرى، أفادت وزارة الصحة بأنها تواجه نقصاً بعدد الوظائف في هذا النوع من التخصص خاصة من الكوادر الوطنية الكويتية لاسيما بعد أن قامت الدولة بافتتاح وتشغيل بعض منشآتها الصحية الجديدة بالإضافة إلى قيامها بتوسعة بعض مستشفياتها ما ساهم بتوفير فرص عمل جديدة لخريجي المعهد والحاجة إلى عملية توظيفهم لسد النقص، ويمكن القول أنه قد آن الأوان ليتولى مواطنونا هذه الأعمال الحيوية التي لها علاقة مباشرة بالبيئة الصحية والاجتماعية.

ومن خلال هذا البرنامج التدريبي إلى تدريب يتم تأهيل المتدربين على مستوى عال للمشاركة في تطوير العمل في تلك المجالات الحيوية ولسد الشواغر في المنشآت الصحية

بقلم : أ. مها القبندي

عضو هيئة تدريب منتدب بالمعهد العالي للخدمات الإدارية

في غمرة انشغالنا في ظروف هذه الحياة وانغماسنا في بيئة العمل وتحمل المسؤولية، يقضي أغلب أبناءنا في هذا العصر حياة البذخ والترف باقتناء أحدث أجهزة التكنولوجيا والألعاب الحديثة واللهث وراء صرعات الموضة..

عندما يطلب الأبناء كل ما يقع تحت أنظارهم من الكماليات التي تعرضها مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لا يتردد الآباء في توفيرها لأبنائهم فقط لنيل رضاهم أو حباً في مسايرة الأبناء للمجتمع، ثم يشكو مثل هذا الأب أو هذه الأم من عقوق أبنائهم وتمردهم!

كم من طفل تهديه هاتف "الآيفون" على سبيل المثال فيغضب ويرفضه بسبب أنه ليس "آخر موديل"، وكم فتاة ترغم والديها على شراء تلك الحقيبة الثمينة أو ذاك الفستان للماركة الفلانية معتبرين الأمر واجب على والديهم تلبيته!

إذ أننا نسمع قصصاً عديدة عن التذمر المستمر للأبناء والتلفظ بالجمل التي تملأها الأنانية وعدم المبالاة وكثرة المقارنات بينهم وبين أصدقائهم التي "تكسر بخاطر الوالدين" فيجيبون طلبات أبنائهم المتكررة دون تفكير أو تردد! ويصبح هذا السلوك من الأبناء نتيجة حتمية لمثل هذه التربية الخاطئة، فهذه الأسرة تعيش ظاهرياً وكأنها متحابة فعلاً ومترابطة، في حين أنها في حالة شتات وتفكك داخلي، لكونها تقوم على أساس طلب وجواب، ودون رقابة وتواصل أسري فعلي وقيم تربوية سليمة.. ثم يتساءل هؤلاء الآباء باستغراب عن تلك النتيجة الفادحة لعقوق أبنائهم!  

إن تلبية طلبات الأبناء وتوفير بيئة مثالية مريحة لهم هي غاية كل أب وأم بلا شك، ولكن توفير محيط سليم وأجواء أسرية دافئة وحقيقية تتطلب أيضاً تواصلاً مباشرًا وتواجدًا فعلياً للآباء مع أبنائهم وتلقينهم معاني تربوية وقيمية ومدهم بالحنان المعتدل والتوجيه والنصيحة السليمة لتحمل المسؤولية ثم لتلبية احتياجاتهم في حدود الحاجة الحقيقية والقدرة الاقتصادية للأسرة.

إن التواصل الفعلي والمحادثة ما بين الآباء والأبناء يساعد في تقاربهم و فهمهم ويشجع في النشأة الصالحة والسلوك القويم، فلا يجب أن ننشغل بتلبية تلك الاحتياجات متناسين أصول وقواعد التربية والحرص على تخصيص وقت مع الأبناء، و يقع على الأبناء نفسهم مسؤولية إدراك وتقدير عناء الوالدين في توفير متطلبات حياتهم الكريمة وإسعادهم، وأن يحرص الأبناء على احترام والديهم ومعرفة إمكانياتهم المالية واظهار التقدير لما يقدمانه لهم، وعدم المقارنة بينهم وبين الآخرين، فإن فضل الوالدين لا يعد ولا يحصى ولو قضينا حياتنا بأكملها لن نستطيع رد الفضل لهم.

أسال الله تعالى بأن يحفظ لنا والدينا وأن يرحم المتوفى منهم ويشفي المريض منهم ويطيل بأعمارهم.

شكراً لجميع آبائنا و أمهاتنا...

-        فن الحوار الناجح هو جسر التواصل و التخاطب بين الآخرين

-        تنظيم الحوار يحد من وقوع توتر و الشك و سوء فهم بين المتحاورين

قبل أن نبدأ حديثنا عن فن الحوار يجب أن نتعرف على مفهوم الحوار حيث عرف الحوار على أنه الخطاب الذي يكون بين شخص متكلم و شخص مستمع يستطيع المتكلم من خلال الحوار مرجعة الحديث و تبادله و تداوله مع المستمع ، فهو نتاج أفكار جديدة في عقل المتحدث دون الاعتماد فقد على الأفكار القديمة و من خلال الحوار يتم توضيح المعاني و إثراء المفاهيم التي تعمل بدورها على تقديم الفكر لمتكلم و المستمع، كما يمكن أن نعرف الحوار بأنه عندما يتناول الحديث عدة أطراف عن طريق الأخذ والرد فيتبادل الأطراف النقاش حول موضوع معين قد يتم التوصل إلى نتيجة و قد لا يفلح أحدهما بإقناع الآخر ، و عليه الحوار هو عملية تبادل الآراء و الأفكار بين طرفين أو أكثر بهدف الوصول إلى مفاهيم متقاربة و لغة مشتركة و تشخيص موحد لحل المشكلات والأمور العالقة إن أمكن بشكل عقلاني بعيداً عن التعصب .

يعد فن الحوار الناجح مهماً في بناء جسر التواصل والتخاطب مع الآخرين قد تعمل كلمات قليلة على بناء ثقة تمتد لعشرات السنين وقد تسهم كلمة واحدة في هدم ثقة بنيت منذ عشرات السنين، لذا تكمن أهمية فن الحوار الناجح في أن يكون الإنسان منتبهاً إلى خطابه مع الآخرين، ويعد الحوار ضرورياً لأنه يميز البشر عن سائر المخلوقات وحتى يكون الحوار ناجحاً ينبغي مراعاة عدة أمور وهي:

أن يكون الحوار موضوعيًا بمعنى أن يهتم بموضوع النقاش لا بالشخص نفسه ويجب أن يكون الحوار حول شيء محدد، فبعض النقاشات تتحول إلى جدال عميق، لأنّها لا تدور حول نقطة محددة تنتهي عندها.

أن يكون الحوار محددًا من أكثر الأخطاء التي يتعرض لها الناس في فن الحوار الناجح أن هم يفتتحون الحوار حول موضوع ما، ولا يكونوا قد اتفقوا على مفاهيم حول هذا الموضوع، وقد يكونوا متفقين فيها ولكن لم يبحثوا موضوع الاتفاق أو توضيح تلك النقاط المشتركة، وهو ما يجعل الأطراف غير متّفقة أبدًا، في حين أن الحوار يتطلب الاتفاق على نقطة محددة.

أن يكون الحوار واقعيًا بمعنى البحث بالوقائع قبل الذهاب إلى تفسيرها، فيجب العمل على نقاش الوقائع قبل البحث في التخيلات والتأويلات التّي من الممكن ألا تحدث ومن الممكن أن يرفضها الطرف المقابل

أن يكون الشخص المحاور متفائلًا فلا يمكن أن نسيء الظن بالطرف الآخر منذ البداية، ويجب أن يُبنى الحوار على افتراض أن الحوار إيجابي، إذ لا يمكن أن ينجح الحوار مع الظن السيء بالطرف الآخر لأنه سيؤدي حتمًا إلى فهم كل الرسائل التّي تصل من الطرف المقابل بطريقة سلبية حتى لو كانت ايجابية.

تهيئة الجو المناسب لإقامة الحوار إذ يجب الابتعاد عن الأجواء التي تكون جماعية غير المنظمة، إذ لا يمكن الوصول الى نتائج في مثل هذه الظروف وتضيع حقوق الأشخاص، ويجب مراعاة العامل النفسي والاجتماعي للشخص المحاور، فلا يجوز إقامة حوار مع فرد يعاني من الإرهاق والتعب الجسدي أو النفسي؛ لأن مثل هذه الظروف ستؤثر حتمًا على الحوار.

الإخلاص وصدق النية في الحوار ومعنى ذلك أن يتوفر الإخلاص لله وحسن نية المحاور وأن يبتعد المحاور عن الرياء وحب الظهور على الخصم ومحاولة التفوق على الآخرين، ومحاولة المحاور انتزاع الثناء والإعجاب له وحده ومن دلائل الإخلاص لله والتجرد في العمل أن يعبر المحاور عن سعادته في ظهور الحق والصواب حتى لو ظهر الصواب عن طريق الشخص الذي يقيم الحوار معه، وأن يكون عند المحاور قناعة أن الأفكار والآراء ومسالك الحق ليست ملكًا أو حق لشخص دون غيره

يجب أن يكون هناك انصاف وعدل في الحوار فمن المبادئ والخطوات الأساسية التي تسهم في نجاح الحوار أن يكون من يقوم بإدارة الحوار عادلًا ويكون قادرًا على إنصاف الخصم، وأن يكون لديه القدرة على الفصل بين الفكرة والقائل، كما أنّه يستطيع أن يثني على الأفكار التي تكون جيدة والأدلة الصحيحة المقدمة من المحاور

الالتزام بآداب الحوار ويعني ذلك أن تكون على قدر من التواضع مع الطرف الآخر، وعدم الإساءة إلى الطرف الآخر في عملية الإقناع، وقبول الحق والإقرار بالصواب والتراجع عن الخطأ

الحلم والصبر يجب على المحاور أن يتحلى بالصبر والهدوء وألّا يضطر الى الغضب، ولا ينفر لأي شخص أن يستفزه.

بقلم م .عبدالوهاب السلطان

عضو هيئة تدريب – مدرب متخصص أ

المعهد العالي للطاقة

الكثير منا سبق وأن تقدم لعمل معاملة ما في إحدى المؤسسات، وقد تطلب منه ذلك الكثير من الذهاب والإياب والكثير من الأعمال الورقية وكل ذلك فقط لإنجاز هذه المعاملة ... وقتها دائماً ما يتبادر إلى ذهن الفرد ماذا لو قامت المؤسسة بتبسيط تلك الإجراءات أو قامت بتقليص الدورة المستندية حتى يوفر على الشخص الجهد والوقت، والشيء بالشي يذكر في العملية التدريبية.. فيجب أن يسأل المدرب نفسه ما هي الطرق والوسائل التي تجعل العملية التعليمية أو التدريبية أكثر سلاسة وأكثر انسيابية للمتدرب مما يؤدي بالنهاية إلى ارتفاع قيمة العملية التدريبية.

 فيما يلي سبع وسائل معينة لذلك:

أولا: نوع له حتى لا يخسر:

نعم قم بالتنويع فيما بين الوسائل الايضاحية بحيث تتنقل ما بين هذه الوسائل كما يتنقل الانسان داخل الحديقة الممتلئة بالأزهار والورود فتتنوع الألوان وتتغير زوايا الرؤية مما يسهل على المدرب في اقتياد المتدرب إلى المفهوم أو مادة التدريب.. وبذلك لم يخسر المتدرب في القاعة.

ثانيا: ساعة وساعة:

المناوبة بين فترات الراحة البسيطة مفيدة جداً، فهي تعيد النشاط والتركيز وتحفظ طاقة المتدربين من الضياع وتزيد من فاعليتهم خلال عملية التدريب فما بين ساعة التدريب وفترة الراحة تكون الأذهان متقدة ومتطلعة لما يتم داخل القاعة.

ثالثا: فرق تسد:

صحيح هذى إحدى سياسات الإمبراطورية البريطانية والتي من خلالها حكمت العالم حتى قيل فيها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، الا أن ما يعنينا في هذا الموقف هو أن يسود المدرب القاعة والمتدربين من خلال تقسيمهم لمجاميع صغيرة، تكلف كلاً منها بمهمة معينة أو تمرين معين أو حتى اختبار جماعي، حيث تساهم هذه الطريقة في زيادة الألفة والتغذيات الراجعة بين المتدربين جميعاً.

رابعا: التزامن مع المتدربين:

التزامن كمعنى هو التعايش والمعاصرة في زمنٍ واحدٍ وهذا ما هو مطلوب من المدرب مع المتدربين وخاصة الكبار منهم وهو أن يتعايش معهم ضمن حاجاتهم التعليمية وكيفية ربط هذه الحاجات مع الخبرات المتراكمة لديهم ومدى فعاليتها في حل المشاكل وتسهيل مهمات الحياة في الواقع على أن يكون التدريب مفعم بالمشاركة والتفاعلية والمرح.

خامسا: اللعب ثم اللعب:

لا يخفى على أحد مدى حب النفس البشرية للعب والمرح.. فكيف إذا قُرِنَ هذا اللعب في العملية التدريبية من خلال الألعاب التدريبية أو الأنشطة التعليمية فهي بذلك تساهم في زيادة تفاعل الحضور واقترانهم مع بعض.

سادسة: المادة المحفزة:

في التفاعلات الكيمائية أحيانا يتم استخدام مادة محفزة تسمي ب catalyst بحيث تستخدم هذه المادة في تنشيط وتسريع التفاعل الكيمائي ، وكذلك التدريب يحتاج لمثل هذه المادة حتى يعزز من المفاهيم التدريبية وهي إما أن تكون بشكل نشاط جماعي أو تدريب تفاعلي أو محاكاة لأمر ما.. فالقاعدة تقول قليلٌ من التحفيز ... كثيرٌ من التفاعل.

سابعا: فاقصص القصص :

منذ نعومة الأظفار والإنسان يحب القصص كيف لا والقرآن الكريم ثلثه قصص قصها الله لنا عن الأمم التي سبقتنا، لذا يجب على المدرب استحضار القصص والحكايات وربط المادة التدريبية فيها سواء كانت قصص نجاح أو اختراعات أو حتى قصص المعاناة المهم أن تكون قصة يتمكن المدرب من خلالها جذب الانتباه وغرس المفاهيم المطلوب في الأذهان.

هذه هي الوسائل السبع التي ومن وجهة نظري أرى أنها سوف تساهم في تمييز وتيسير وتسهيل العملية التدريبية والتعليمية وتجعلها أكثر متعة وأكثر نجاحاً.

 بقلم: م. مساعد جاسم أشكناني

المعهد الصناعي الشويخ

كما يعلم الكثيرون بأن العملية التعليمية بدأت مع بداية خلق الله للنبي آدم عليه السلام كما هو موضح في محكم كتابه:

" وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31)" (سورة البقرة)،

إن العملية التعليمية تنتقل عبر وسائل وطرق مختلفة ويجب عدم حصرها في أسلوب واحد فقط، وهنا تكمن المشكلة حيث أن إتباع أسلوب واحد يفتقر إلى عناصر كثيرة طوال السنوات الفائتة مما نتج عنه مخرجات تعليمية لا تليق بالمستوى الثقافي ولا الاقتصادي الذي تمتاز به الدول المتطورة.

وكانت هناك اجتهادات فردية من أكاديميين متميزين لتحسين العملية التعليمية، ولكن للأسف كانت تُعرقل هذه الاجتهادات بسبب الدورات المستندية، وكانت أغلب مطالب ذوي الخبرة من الأكاديميين بأن تتحول الدول إلى مراكز تواصل رقمي الكتروني بين مختلف الجهات والقطاعات لتسهيل التواصل بين الأفراد ولحفظ البيانات وتقليل مدة الدورة المستندية، والأهم من هذا بأن تكون الدول متأهبة ومستعدة لأي ظرف أو كارثة قد تواجهها مستقبلاً مثل جائحة فيروس كورونا المستجد.

لقد مر العالم على مدى سنتين بجائحة صحية أدت إلى شلل كامل لأغلب القطاعات أثرت بشكل مباشر على العملية التعليمية حيث أدت إلى عدم تمكن الدول وقدرتها على فتح المدارس والمعاهد والجامعات أمام المتعلمين ليواصلوا مسيرتهم التعليمية، لذا فقد قامت كل جهة على حده بإيجاد طرق للتواصل بين المعلم والمتعلم فساهمت بعض برامج التواصل في العملية التعليمية كبرامج Teams-Zoo-Google classroom-Moodle وبرامج أخرى. ولكن لم تكن المشكلة هنا، بل كانت بطريقة تسخير هذه البرامج التعليمية بشكل متقن.

خلال الجائحة لم يتم الاهتمام بالشكل الصحيح بالعملية التعليمية لتكون بمستوى التعليم التقليدي، فكان نتاج ذلك انتكاس مستوى مخرجات التعليم أكثر من السابق وظهور النتائج السلبية الغير مقبولة على جميع المراحل حيث أصبح المستوى العلمي لطالب المرحلة الثانوية يعادل المعلومات التي يجب أن يتمكن منها طالب في المرحلة المتوسطة أي أن الطالب متأخر على الأقل 3 سنوات تعليمية وللأسف لم تلقى هذه النتائج ردة فعل بأخذ قرار صارم في انقاذ التعليم.

اقتراحات تعليمية:

أولا: التعليم الرقمي الالكتروني سيساهم في التخفيف من وزن الحقيبة المدرسية بسبب أن الكتب والمراجع ستتوفر في البرامج التعليمية الالكترونية المعتمدة من قبل وزارة التربية.

ثانيا: إرسال الواجبات والمهام بين المعلم والمتعلم عن طريق البرامج التعليمية الالكترونية والتي ستساهم في حفظ البيانات والحقوق لكلا الطرفين وتقلل من استنزاف الأوراق والأدوات المدرسية.

ثالثا: يتم إرسال فيديوهات تعليمية معتمدة من قبل جهات رسمية في الدولة تساهم في مراجعة المتعلم وزيادة المستوى الثقافي لديه فضلاً عن الدروس الخصوصية.

بقلم : أ. مها القبندي

مدرب منتدب في المعهد العالي للخدمات الإدارية

بدأنا نستعد لنخطو إحدى أهم خطوات العودة إلى الحياة.. فبعد تحسن الأوضاع الصحية في الكويت ولله الحمد، ماهي إلا بضعة أيام لتعيد الكليات والمعاهد الدراسية ترحيبها بطلبتها وأساتذتها بعد أن أغلقت أبوابها لما يقارب العامين والنصف، فقد كان التعليم أحد أهم ضحايا جائحة كورونا التي اجتاحت العالم بأسره. ولقد كان التعليم عن بعد (الأونلاين) بلا شك الحل البديل لتحصيل العلم في مثل تلك الظروف القاهرة. وهي تجربة على الرغم من حداثتها في نظامنا التعليمي، إلا أنها اتسمت في جانب منها بالسلاسة وأظهرت قدرة الطلبة من خلالها متابعة دروسهم دون تعرضهم لعناء الطريق أو لأي مخاطر صحية. غير أنه في الجانب الآخر، لم تخلو هذه التجربة الافتراضية من مثالب حقيقية في جدية وكفاءة التحصيل العلمي، إذ بلا شك التعليم ضمن أسوار الهيئة والتواجد الفعلي للطالب داخل الصفوف الدراسية تفوق مميزاته عن التعلم عن بعد نظراً لما تمنحه للطالب من أجواء دراسية حقيقية ومكتملة، ويمكن تلخيص أهم مزايا التدريس في الفصول الدراسية التي لاغنى عنها في الآتي:

1- تحسين المهارات الاجتماعية

وجود الطلاب في الفصل يشجع على تنمية مهارات التواصل فيما بينهم وبين المعلمين ويساعد في تطوير لغة الجسد والتشجيع ويحفز التفاعل والتحدث أمام الآخرين وابداء الرأي وتبادل الأفكار.

2- بيئة تعليمية مناسبة:

الصفوف الدراسية تخلق أجواء تعليمية مناسبة وحقيقية تبعد الطالب عن مصادر الإلهاء والتشتت مما يساعده في التركيز والفهم واستيعاب الدروس مع أستاذ المادة.

3- حس المسؤولية والتنظيم:

يُعلم التدريس في الصفوف الطلاب كيفية الالتزام في الوقت والانضباط من خلال حضورهم وانصرافهم في أوقات محددة وتحمل المسؤولية بقيامهم بالواجبات والاختبارات والمشاركة في نقاشات الفصل وتسليم البحوث في موعد استحقاقها فيتعلم الطالب كيفية تنظيم وقته وترتيب الأولويات وإنجاز المهام.

 4- كفاءة التحصيل العلمي:

لا شك أن حضور الطلبة قاعات الدرس وتواجدهم المادي مع الأساتذة المعلمين هو الأسلوب الأمثل للتحصيل العلمي فمن خلاله فقط يحصل التفاعل الحقيقي وليس الافتراضي والذي على أساسه يتم تقييم مدى جدية وفاعلية الطلبة ويحقق العدالة بينهم.

إن العودة للحياة والتمكن بممارستها بشكل طبيعي والقدرة على تحصيل العلم داخل الصفوف الدراسية نعمة لا تقدر بثمن، ويتوجب علينا عامة ونحن كهيئة تدريسية وطلاب خاصة أن نقدرها ونثمّن كل لحظة من لحظاتها التاريخية في مسيرة التعلم من خلال الالتزام وأداء واجباتنا نحو التعليم بكل إخلاص وتفان واتقان.

طرح الدكتور عايد العجمي

عضو هيئة تدريس - كلية الدراسات التكنولوجية

انطلق السباق لتطوير لقاحات ضد فيروس كوفيد-19 انطلاقةً ناجحةً، ونظراً لوجود تنويعات فيروسية جديدة وخطيرة وعدم تكافؤ صارخ في الحصول على اللقاحات وخيارات تطعيم قليلة للأطفال، أصبح العالم بحاجة إلى كل المساعدات الممكنة. وفي بداية شهر فبراير عام 2021 عقدت أكاديمية نيويورك للعلوم اجتماعاً افتراضياً بعنوان (رحلة البحث عن اللقاحات ضد كوفيد-19)، من خلاله تم عرض أكثر المرشحين الجدد الواعدين لتطوير لقاح هذا الفيروس.

بدأ الاجتماع بعرض أول المرشحين وهي شركة كوداجينكس

التي طورت لقاح جديد يؤخذ عن طريق قطرة الأنف، فكل اللقاحات المعتمدة حالياً تُحقن ولكن مع شركة كوداجينكس كان هناك خيار آخر وهي قطرة الأنف، حيث أفاد الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا الحيوية لكوداجينكس في نيويورك روبرت كولمان، أن هذا اللقاح يعمل من خلال وضع نسخة حية من الفيروس لكنها ضعيفة تعمل على تحفيز الاستجابة المناعية، ويؤخذ كجرعة واحدة ويعتبر من أكثر أشكال اللقاحات فاعلية من خلال توفير مناعة عامة وقوية.

 لكن العديد من الناس يعتبرون هذا اللقاح يحمل مخاطر كثيرة لعدة أسباب منها الطريقة التي تم انتاجه بها (طريقة التجربة والخطأ)، بالإضافة إلى قدرة هذه الفيروسات لهذه اللقاحات أحياناً بأن ترتد إلى النوع الخطير وتبدأ بالانتشار بين البشر مما يؤدي إلى موجات جديدة من المرض، ومن ناحية أخرى فإن هذا اللقاح يُحفز الاستجابة المناعية لكن لا يسبب المرض، ومن مميزاته أن الجهاز المناعي للإنسان يواجه الفيروس بأكمله ومن ثم يحفز تصاعدياً الاستجابة العامة مما يسمح للجسم بأن يكون أكثر فعالية ضد التنويعات الأخرى من الفيروس، وهو حاليا في المرحلة الأولى من التجارب.

أما شركة لقاح فالنيفا   فكانت من ثاني المرشحين الذين تم عرضهم خلال الاجتماع وقد أنتجت الشركة لقاح عبارة عن فيروس كامل غير نشط، يعتمد على النجاحات السابقة لاستخدام فيروس كامل غير نشط لا يمكنه التكاثر لكنه لا يزال يحفز الاستجابة المناعية، ويؤكد الرئيس التنفيذي لشركة فالنيفا توماس لينغن باخ على أمان اللقاح وإمكانية استخدامه للشرائح التي تعاني من الحساسية من اللقاحات الأخرى، وهو لقاح من جرعتين، كما أن هناك خطط لاختباره على الأطفال، وهو في المراحل الأولى من التجربة.

ومن اللقاحات التي تم عرضها كذلك هو لقاح انفايو (Invio) وهو عبارة عن حمض نووي (DNA) وليس حمض ريبوزي (RNA)، فكل من شركة فايزر وموديرنا يستخدمان الحمض الريبوزي المرسال M-RNA والذي يُحقن في خلايا العضلات وتترجم هذه الخلايا بعد ذلك الشفرة الجينية لحمض M-RNA وتصنع بروتينات فيروسية  تحفز الاستجابة المناعية، ويوفر كلا اللقاحين حماية  85% من فيروس كورونا لكن لهذه التقنية جوانب سلبية، حيث يجب أن يكون اللقاح بارداً عند درجة حرارة معينة أثناء التوزيع، وله مدة صلاحية قصيرة بمجرد فتح العبوة، أما الحمض النووي DNA  يتفوق على M-RNA من هذه الناحية ، فقد أوضح الرئيس التنفيذي لشركة INVIO جوزف كيم بأن لهذا اللقاح مدة صلاحية تخزين تصل إلى عام واحد في درجة حرارة الغرفة وتصل إلى 5 سنوات في الثلاجة ويحتوي على حمض نووي وماء فقط، مما يقلل من احتمالية ردة الفعل التحسسية للجسم مقارنةً باللقاحات الأخرى، ويعطى على جرعتين وحالياً في المرحلة الثانية من التجربة.

ومن جانبه أفاد ممثل شركة كيورفاك الألمانية CUREVAC ستيفن مولر بأن الشركة قد قامت بتطويرلقاحات M-RNA أخرى تستخدم حمض M-RNA المبني من نيوكيوليتيدات الموجودة طبيعياً، ويجري حفظها في حالة مستقرة باستخدام طريقة مختلفة ويؤدي إلى استجابة مناعية فطرية قوية بالإضافة الى الاستجابة التكيفية، وهو حالياً في المرحلة الثالثة من مرحلة التجارب.

أما اللقاح الأخير الذي تم عرضه في الاجتماع لقاح فاكسارت                 

الذي تم تطويره ليصبح على شكل حبوب تتحلل في الأمعاء الدقيقة مما يحفز الاستجابة المناعية من دون إنتاج أجسام مضادة في مجرى الدم مما أثار بعض التساؤلات حول مدى فعاليته، والأمر الذي سبب انهيار سعر سهم الشركة عند نشر هذا الخبر.

إعداد الزميلة/ عهود عبدالعزيز

بقلم :م. أحمد محمد العثمان

قسم الشبكات الكهربائية

المعهد العالي للطاقة

تعتبر أجهزة  الوقاية  التفاضلية Differential Protective Relays   من أهم أجهزة  الوقاية  على الشبكة  الكهربائية  وذلك بسبب حساسيتها وموثوقيتها وسرعتها وانتقائيتها ، وهي من أجهزة الوقاية اللحظية بحيث لا يوجد زمن تأخير قبل الفصل  وتعتبر كذلك من أجهزة وقاية الوحدة  Unit Protection  حيث  تعمل فقط عندما يكون الخلل  Fault   ضمن منطقة  الحماية   Protection  Zone  المسئول  عنها جهاز الوقاية التفاضلي ، وهي حالياً الحماية الرئيسية لمعظم مكونات المنظومة الكهربائية  الرئيسية من مولدات ومحولات ذات قدرة كبيرة وكابلات  أرضية وقضبان التوزيع .

مبدأ عمل أجهزة الوقاية التفاضلية مبني بشكل أساسي على قانون كيرتشوف للتيار  KCL بحيث يكون المجموع الاتجاهي للتيارات الداخلة للمعدة تساوي التيارات الخارجة منها وذلك في حال عدم وجود أي عطل ضمن منطقة الحماية Protection  Zone   والتي تكون عادةً محددة من خلال محولات التيار  Current Transformers  CT   قبل وبعد المعدة المطلوب حمايتها، أما في حال وجود عطل ضمن منطقة الحماية يقوم جهاز الوقاية التفاضلي بفصل المعدة وعزلها عن باقي الشبكة الكهربائية ، وتسمى أحيانا بالوقاية الفرقية لأنها تقيس الفرق بين التيارات الداخلة والخارجة وكما يظهر في الشكل (1) مخطط دائرة وقاية تفاضلية لمرور تيار الحمل الطبيعي  Load Current  أو تيار خطأ خارجي Through Fault Current .

الشكل (1) جهاز وقاية تفاضلي عند مرور تيار الحمل اوخطأ خارجي

ويظهر في الشكل اتجاه التيارالداخل إلى المعدة مروراً بمحولات التيارقبل المعدة وبعدها ومن ثم توصيل خروج محولات التيار إلى جهاز الوقاية التفاضلي إلى ملف التشغيل  Operating Coil   ليقيس التيار  الفرقي  I₁ - I₂ والذي قيمته صفر لأن التياران متساويان بالقيمة ومتعاكسان بالاتجاه فلا يعمل جهاز الوقاية التفاضلي في هذه الحالة .

وتواجه أجهزة الوقاية التفاضلية مجموعة من المشاكل والتي تم إيجاد حلول لها لضمان عدم قيام أجهزة الوقاية التفاضلية بفصل المعدة المطلوب حمايتها  إلا في حال وجود عطل ضمن منطقة الحماية ،وتعتبر أجهزة الوقاية التفاضلية من أجهزة الوقاية الحساسة جداً حيث يكون تيار الفصل بحدود   250 mA   وهو رقم صغير جدا مقارنةً بتيار الحمل أو تيار الخطأ الخارجي ولذلك تمت إضافة ملفات إعاقة  Restraining Coils  ولذلك لتخفيف حساسية هذه الأجهزة من خلال وجود تيار إعاقة التشغيل  Restraining Current  معاكس لتيار  التشغيل Operating  Current .

كما يتم اختيارمحولات التيار بعناية وذلك لضمان التطابق التام في القيمة والزاوية  بين التيارات قبل وبعد المعدة وعدم وصول محولات التيار لمرحلة التشبع Saturation  في حال الأعطال العابرة بحيث ينتج عن التشبع عادة قيم تحويل مختلفة .وتساعد ملفات الإعاقة في منع تأثيرالتشبع في حال حصوله على أداء أجهزة الوقاية التفاضلية . ويظهر في الشكل  (2) إضافة ملفات الإعاقة إلى  دائرة جهاز  الوقاية  التفاضلي.

 إعاقة

ويتم إضافة ملفات  الإعاقة من أجل تحقيق هدفين أولهما ضمان اتزان جهاز الوقاية التفاضلي وعدم فصله تحت ظروف التشغيل المستمرة Steady state مثل تغيير ظروف التحميل وتغيير نقاط مغير الجهد لمحول القدرة وكذلك ضمان اتزان الجهاز تحت ظروف التشغيل العابرة Transient conditions  مثل حدوث القصر الخارجي  أوعند توصيل محول القدرة.

ويظهر في الشكل (3) دائرة الوقاية  التفاضلية في حالة وجود عطل داخلي Internal Fault  ضمن منطقة  الحماية وكذلك في حال وجود عطل عابر أو عطل خارجي External Fault  خارج منطقة الحماية . فعند وجود عطل داخلي نلاحظ إتفاق تيارات العطل في الإتجاه والقادمة من محولات التيارات ومن ثم يقوم جهاز الوقاية التفاضلي بجمع التيارين بسبب انعكاس اتجاه أحدهما  ويؤدي ذلك إلى فصل وعزل المعدة المحمية.

الشكل (3) اتجاه التيارات في جهاز الوقاية التفاضلي عند الأعطال الخارجية و الداخلية

ولعل من أهم المشاكل التي تواجه أجهزة الوقاية التفاضلية الموصلة  لحماية محولات  القدرة  الكهربائية هو تيار  الإندفاع  Inrush Current   ، فمحولات القدرة الكهربائية تحتاج إلى تيار  المغنطة Magnetizing  Current  وذلك لبناء المجال المغناطيسي في القلب الحديدي للمحول وهذا التيار قيمته أثناء عمل المحول عدة أمبيرات ولكن عند بداية توصيل المحول إلى الشبكة بعد فترة صيانة أونتيجة مناورات تشغيلية فإنه يمر بتيار الإندفاع والذي قد تصل قيمته بعض الأحيان إلى 500 ضعف تيار المغنطة الطبيعي وهو يمر من جهة واحدة من محول القدرة الكهربائية (جهة المصدر) .ففي هذه الحالة يصل إلى ملف التشغيل لجهاز الوقاية التفاضلي من محولات التيار  تياران   I₁  I₂     التيارالأول  قيمته عالية جداً من جهة المصدر والتيار الثاني قيمته  صفر فيكون الفرق بينهما عالي جدا ، ويتميز تيار الإندفاع بأن معظمه ( 63% ) من المركبة الثاني لتردد الشبكة  100Hz ولذلك يتم إضافة فلتر لأجهزة الوقاية التفاضلية يسمى فلتر منع التشغيل الخاطيء بسبب المركبة الثانية للتردد Second Harmonic Constraint  بحيث يستشعر الموجة الثانية للتردد فيقوم عند توفرها بشكل كبير بسبب تيار الإندفاع بمنع عمل جهاز الوقاية التفاضلي .

وأجهزة الوقاية التفاضلية تطورت حالها حال باقي أجهزة الوقاية الأخرى  من كهروميكانيكية Electromechanical  إلى استاتيكيةStatic  إلى رقمية Digital  واخيراً إلى كمبيوترية  Computer Based Relays   مستفيدة من التطورات السريعة  في الإلكترونيات والحاسوب والبرمجيات ونظم الاتصالات .

بقلم :أ.الجازي عبيد الرشيدي

 معهد التمريض

 ماجستير مناهج وطرق تدريس

يتسم النظام التعليمي في الوقت الراهن بالزيادة المستمرة في أعداد التلاميذ ، مما أدى إلى اتساع الفروق الفردية بينهم ، وأصبحت الفصول الدراسية تضم تلاميذ يتفاوتون في قدراتهم على التعلم ، فمنهم الفائقون ومنهم العاديون ، ولقد ظلت الممارسات التربوية مقيدة بنظرة محددة عن الذكاء ، حيث إنها تعد ذكاء المتعلم عبارة عن قدرة واحدة ونوعين فقط من القدرات ، هما القدرة الرياضية المنطقية ، والقدرة اللغوية.

لذلك ظهرت في السنوات الأخيرة الكثير من النظريات والدراسات السيكولوجية لتثبت أن الذكاء الإنساني يشتمل على عدة مهارات، ويجب أن تتم مراعاة القدرات المختلفة لدى التلاميذ في الأنظمة المدرسية.

ولعل من أهم هذه النظريات نظرية «الذكاءات المتعددة» للباحث الأميركي هاورد جاردنر، والتي يشير فيها إلى أن الإنسان يمتلك ثمانية ذكاءات أو أكثر.

ولهذه النظرية مبادئ وفوائد تربوية مثبتة من خلال الدراسات والبحوث المختلفة باختلاف المراحل والمواد الدراسية، ولها إسهامات عديدة في مجال التعليم عموماً، وفي مجال تعليم اللغات خصوصاً، فهي تقترح على المعلم أن يستخدم ويطور من أساليب وفنون التدريس الموجودة لديه، لكي يتمكن الطلاب من تحقيق أقصى إفادة من هذا التدريس.

بمعنى آخر يحتاج المعلمون إلى تنويع وإثراء الأساليب والأدوات والاستراتيجيات المتاحة لديهم، لتطبيق هذه النظرية بالشكل السليم.

لذلك يجب أن تتجه الدراسات والبحوث في مجال المناهج وطرق التدريس إلى إعادة تقديم محتوى المناهج الدراسية، بشكل يراعي ذكاءات المتعلمين وما لديهم من قدرات، وذلك من خلال تقديم أنشطة متنوعة ومثيرة تتجاوب مع الذكاءات المتعددة للمتعلمين.

أ.نفلة الحربش

عضو هيئة تدريب -قسم التربية العملية

كلية التربية الأساسية

في الستينيات من القرن الماضي، وفي أحد سجون ألمانيا، كان السجناء يعانون من سوء معاملة حراس السجن وقسوتهم، وكان ( شميدث ) أحد السجناء المحكوم عليهم بالسجن لمدة طويلة، إلا أنه يحظي بمعاملة مميزة تعكس احترام السجانون وتعاطفهم معه، مما أدهش زملاءه في السجن وجعلهم يجزمون بأنه عميل زُرع بينهم لينقل أخبارهم للأجهزة الأمنية. حاول شميدث إقناعهم بعكس ذلك ونفي كونه جاسوسا بينهم، لكن تلك المعاملة المميزة لحراس السجن له لم تكن معينة لتصديقه، فاضطره ذلك للكشف عن "سحره"، سألهم: ماذا تكتبون في رسائلكم الأسبوعية لأقاربكم في الخارج؟؟، فكانت إجاباتهم بأنهم يشتكون فيها من قسوة السجن والسجانين وكرههم لهم، فأخبرهم أن رسائله لزوجته كانت تحمل في سطورها الأخيرة كلمات تصف محاسن حراس السجن بل ويذكر بعضهم بالاسم ويثني عليهم وذلك لأنه متأكد من أن رسائله تفتح وتقرأ من قبل الحراس قبل إرسالها... وبعد أسبوع من المصارحة، تغيرت معاملة الحراس فأصبحوا أشد قسوة ونال شميدث أعنفها!!.. ليكتشف أن زملاءه قد كتبوا لأقاربهم: "لقد علمنا شميدث طريقة سنخدع بها حراس السجن الملاعين، وسنكسب ثقتهم ورضاهم بمدحهم كذباً".

كان سحر شميدث كلمات أحسن كتابتها وآمن بأثرها فحركت وجدان سجانيه وغيرت من حالهم، وأنستهم معه طبيعةً قاسيةً فرضها عملهم عليهم. كلمات قد تدير بوصلة أحدهم ليكون شخصاً آخر، قد تغير فكره، أهدافه، توجهه، أو حتى مبادئه.

   نصادف دائماً من يتحدث عن زميل أو قريب نال منزلة ما ومحبة من محيطه فيشكك بأحقيته بها ويظن به الظنون .. منافق، متحذلق، "مساح جوخ"، أو حتى "مسوي عمل"!!، وقد يقصيه هذا الظن!! .. وما كان ما هو عليه إلا من طيب ولين كلماته.

     "الناس توجعهم الكلمة القاسية وتسعدهم الكلمة الطيبة، وإن من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفذ من وخز الإبر وأمر من الصبر وأحر من الجمر" ـ لقمان الحكيم .  نحن نجهل عظم الكلمات وما يمكنها فعله، فنطلقها كفلتات لسان دون تفكير، كثرثرة، فلا نعي على أي وجه حملتها قلوب من حولنا أو على أي حال كانوا هم عندما سقطت على مسامعهم، فنتهمهم بالحساسية المفرطة وعدم تقبلهم للـ "نقد" أو للـ "مزاح"، ولا نعترف بفظاظتها و لا نرى ثوب التنمر الذي كساها.

 في "رواية البؤساء" عبر فيكتور هيجو عن لحظات التعب التي تمر بالإنسان فقال: "ثمة لحظات تكون فيها الروح جاثية على ركبتيها، مهما كان وضع الجسد". هذه اللحظات تتجمد وتتجند حواس الإنسان فيها للألم، يكون في ظاهره كصفحة ماء بحيرة في يوم ربيع هادئ وباطنه بركان يوشك على الانفجار. فإن سُلق بألسنةٍ حداد تلاشت منه الغاية من وجوده، وإن أصابه طلّ من كلمات سالت أودية روحه وهدأت نفسه.

قد تسقط كلمة فتكون كالثقل الذي يغرق الروح في بحر من ظلمات الأسى والحزن، وقد تأتي كلمة كقبلة حياة تعيد أنفاس الأمل والتفاؤل.

قال عليه الصلاة والسلام: "الكلمة الطيبة صدقة".

أنزلوا كلماتكم منزلاً طيباً في قلوب الآخرين وأحسنوا اختيار لحظات بذرها ليطيب حصاد أثرها.

 كلمات مضيئة مشرقة من حياة المغفور لها بأذن الله أ. نوره محارب

مع أ.د إقبال عبد العزيز المطوع من قسم الدراسات الإسلامية

لقد عرفت الأستاذة نوره حمد محارب الهين عام ١٩٩٦ م بعد حصولي على درجة الماجستير حيث أن المعيد وقتها كان يباشر العمل في القسم العلمي حتى حصوله على القبول النهائي لبرنامج الدكتوراة وفي ذلك الوقت طلبت مني رحمها الله أن أساعدها بأنشطة الجمعية الدينية التي كانت تترأسها ، وفعلاً أقمنا أنشطة اجتماعية وثقافية ومسابقات للطالبات في تلك الفترة الوجيزة قبل قبولي لدراسة الدكتوراة وبعد حصولي على درجة الدكتوراة عام ٢٠٠٠ م ، توطدت العلاقة معها فكانت نعم الأخت والزميلة ، بل هي من عرفتني على أغلب الزملاء الأساتذة في الكلية ، واستفدت منها كثيراً من ناحية خبراتها العلمية والتدريسية لأنها كانت أقدم مني بالعمل ، وكنا نتشارك غرفة واحدة ومكتباً واحداً حيث لم يكن هناك مكان لي في القسم ، فكانت أختي التي توجهني وتنصحني .

كانت ملتزمة جداً في العمل والتدريس ومساعدة الطالبات، وكان شغفها في تعليم القرآن وتجويده عظيماً حتى آخر أيام عملها قبل التقاعد ، حيث أخبرتني وقتها عن آلامها بسبب حالتها الصحية وعدم قدرتها على الاستمرار بالتدريس ، ورغم آلامها ومرضها إلا أنها كانت تنصح وتبدي رأيها بصراحة واحترام تجاه أي موقف خاطئ تراه أمامها .

وللأستاذة نورة مواقف كثيرة أعجز عن حصرها، ولكن أهم ما يميز أي إنسان عن غيره هي الصفات الجليلة التي لا تخفى عن الآخرين، وهي العطاء والسخاء، وكانت رحمها الله تتفقد العمال وتقضي حاجاتهم وتوصينا بمساعدتهم، وكان عندنا بالقسم عامل لديه طفل معاق وهو من ضمن من كانت توصينا بالاهتمام بهم،

فلما اجتاحتنا جائحة الكورونا توقفنا عن العمل في الكلية لحوالي عام ونصف، وبعد عودة العمل لطبيعته لم نجد هذا العامل المسكين في الكلية لأن العقود انتهت وأغلب العمال سافرت أو تغيرت أماكن عملهم، فطلبت مني أن أبحث عنه حتى نستمر في مساعدته بمبلغ جمعناه له، ويقدر الله عز وجل أن أجده يعمل في أحد المجمعات التجارية وبفضل الله استطعنا إيصال الأمانة له لعلاج ابنه.

وانجازات الأستاذة نورة رحمها الله كثيرة جداً، منها اهتمامها بكتاب الله عز وجل، وكانت كثيراً ما تنصح الطالبات بالالتزام الشرعي وتحببهم بحفظ القرآن الكريم وتجويده وكانت تشارك دائماً بأنشطة الجمعية الدينية طوال فترة عملها بالكلية

ولم تبخل أبداً بمشاركاتها الفاعلة في أعمال القسم ولجانه، وكذلك المشاركات على مستوى الكلية والهيئة.

وشاركت رحمها الله في إعداد وتنظيم مسابقة حفظ القرآن الكريم على مستوى الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب التي نظمها قسم التربية الإسلامية لمدة ثلاث سنوات، وكانت رحمها الله من أكبر الداعمين لتنظيمها ونجاحها المستمر

بالإضافة لمشاركتها الدائمة في تنظيم المسابقات الثقافية طوال فترة عملها بالتدريس في الكلية حتى تقاعدها.

وعلاقاتها مع طالباتها كانت طيبة المعشر حلوة المبسم رقيقة القلب، أحبت طالباتها واحبوها واحترموها ، وكانت حريصة على تحفيظهم القرآن الكريم وتكافئ الحافظات المتميزات

وكانت ساعاتها المكتبية فرصة لها لتتابع أحوال الطالبات وتسأل عن حاجاتهن ومشاكلهن في الدراسة لمعالجة ضعف التحصيل الدراسي عندهن، حتى ترتقي بتعليمهن ما يصعب عليهن دراسته، وتنصحهن بكل الحب والحرص على عدم إحراجهن.

كم يحزن القلب وتدمع العين في وداع أخت وزميلة عزيزة على قلبي، قضيت معها زمناً جميلاً في إيصال رسالة تربوية إيمانية لطالباتنا العزيزات، وكم تخرجت على يديها كوكبة من حافظاتٍ لكتاب الله الكريم، لقد فارقت الحياة بعد مسيرة غنية بالعطاء ومفعمة بالحب لكل من عرفها، فكانت تجمع بين الزملاء ولا تفرق، وتنصح ولا تفضح

جعلها الله من أهل الفردوس الأعلى، وجمعني وإياها تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ولا باقي إلا وجهه ، اللهم آمين .

رثاء

إنا على فراقها لمحزونون

مازلت أذكر كلماتها رحمها الله حين قالت:

 أنا أحب التدريس وأحب المادة وأحب البنات

اختصرت بهذه الكلمات سرّ المعلم المؤثر والناجح : (الحب ) هو السر

كانت تحب القرآن وتحب تدريسه وحريصة على محاضراتها فهنيئاً لها ..

وكانت تذكّرنا بهذه النعمة وتحثنا على شكر الله ان رزقنا نعمة التعليم وصحبة القرآن والسنة..

من أول يوم قابلتها فيه

شهدتُ فيها قلب الأم

وكم كانت تتحف الجميع بالمدح والكلام الطيّب 

أحببنا صحبتها الهينة اللينة

وحضورها البهيج وابتسامتها التي تصاحبها

دعت ربها أن يستخدمها ويوظفها عنده

أرادت أن تعمل لله وتخدم دينه

فهنيئاً لها نواياها وإرادتها

هنيئاً لمعلّم الناس الخير

تبقى أعماله تشهد له

ودعوات طلابه ومحبيه له

رحمها الله كما كانت بالطالبات رحيمة

وأحسن إليها ورفع درجاتها في عليين

وجعلها من المستبشرين المنعّمين

اللهم آمين

د نور عبد العزيز الشايع

بقلم أ.ابراهيم الشهاب

معهد التمريض- قسم علم النفس

إن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي يعد عرضا خطيراً وآفة من آفات هذا الزمان. بدأت وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة مساعدة تزيد التواصل وتسهله وتبسطه فهو وسيلة وليس غاية والذي ما لبث إن تحول إلى غاية وأصبحت جزء لا يتجزأ من نقل الأخبار والمعلومات والاطلاع على كل ما هو جديد في الشأن المحلي والعالمي فالعلم أصبح قرية صغيرة فعلا.

ما هو إدمان وسائل التواصل الاجتماعي؟

يعد إدمان وسائل التواصل الاجتماعي مثل أي ادمان سلوكي  .Behavioral Addiction فالإدمان بشكل مفرط وقهري يدخل في حيز المرض النفسي ويظهر أثره بشكل واضح  اذا ما أراد الفرد إيقاف هذا السلوك فالأفكار القهرية والمفرطة يجعل الفرد يشعر بالضياع وعدم الراحة بل والقهر اذا ما أراد التخلص من هذه العادة.

ويفترض أحد خبراء سلوك الإدمان أن 10% من سكان الولايات المتحدة يعانون من هذا النوع من الإدمان السلوكي (إدمان وسائل التواصل الاجتماعي).

لماذا يؤدي الدخول الى وسائل التواصل الاجتماعي إلى الإدمان المفرط؟

قد تبدو وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة من وسائل الترفيه والمتعة بل والراحة والاستجمام، في البداية تكون كذلك ولكنها ما تلبث أن تتحول الى إدمان والذي ينتقل بدرجاته من الخفيف الى الشديد المفرط.

ويرجع السبب في حدوث الإدمان أن العقل في البداية يتعامل مع دخولك الى وسائل التواصل الاجتماعي على أنك ترغب في الراحة والترفيه ولكن بعد ذلك (تكرار دخولك) يتكرر افراز هرمون السعادة" الدوبامين" فعندما يفرز هذا الهرمون من خلال تكرار الدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي يتعامل العقل مع هذا التكرار على أن الدخول إلى عالم التواصل الاجتماعي إنما هو جائزة لعقلك نتيجة افراز الدوبامين وهنا يتشكل الإدمان.

كيف تعلم أنك من مدمني وسائل التواصل الاجتماعي؟

1- تأثير سلبي على أدائك في العمل وانشغالك عنه.

2- الرغبة في الجلوس على وسائل التواصل الاجتماعي عوضا عن الجلوس مع الأهل والأصدقاء.

3- استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للهروب من المشاكل والتعامل معها.

4- الشعور بالهيجان والغضب من عدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو التقليل من استخدامها.

5- التفكير المفرط بوسائل التواصل الاجتماعي والقيام باستخدام الهاتف من أول اليوم ومتابعة آخر المستجدات في هذا العالم بغض النظر عن أولويات الفرد.

ما هي الآثار السلبية لإدمان وسائل التواصل الاجتماعي؟

1- زيادة الوحدة والعزلة.

2- القلق أو الاكتئاب.

3- الدخول بــسلوكيات مرضية مثل الشعور بفوات المتعة FOMO)) والذي بدوره يؤدي إلى مشاكل اجتماعية وسلوكية.

4- قلة النشاط البدني.

5- ضعف الأداء الوظيفي أو التحصيل الدراسي.

ما هي الحلول المناسبة لإدمان وسائل التواصل الاجتماعي؟

1- تخلص من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

2- استعض عن الهاتف المحمول والذي يحتوي على وسائل التواصل الاجتماعي بهاتف آخر أقل حداثة ولا يحتوي على وسائل التواصل الاجتماعي.

3- اترك هاتفك المحمول أو جهازك اللوحي خارج غرفة نومك.

4- تعلم هوايات جديدة والتي لا ترتبط ارتباطا مباشرا بوسائل التواصل الاجتماعي.

5- قم بالتواصل مع أصدقاءك بشكل مباشر مثل (لقاء في مطعم) بعيداً عن وسائل التواصل الاجتماعي.

المرجع:

https://www.healthline.com/health/social-media-addiction

     أ. نفله الحربش

      عضو هيئة تدريب

كلية التربية الأساسية – قسم التربية العملية

  في هذا العالم المهووس بالرصد والتصوير والتوثيق، في هذا العالم الذي رُفعت فيه الحُجب وفُتحت فيه الأبواب وكُشف المستور وتداعت الأسوار، في هذا العالم الذي أصبح الإنسان فيه الجاذب والمجذوب، الإعلان هو والسلعة!، يتنافس من يتنافس لسرقة الأضواء وإثبات خيالات يعيشها لتكون هو في صورة المنشور الأوسع. تسابق مذهل للاستهلاك، ليكون في ركاب "الهبة"، وبعدد مرات الوهم الذي بيع له هو في تأهب مستمر للجديد.

في أحد مراكز التسوق الشهيرة رأيت طاولة محاطة بعدد من الفتيات وقد طلبن أطباقاً منوعة من محل يقدم نوع من الحلويات بنكهات مختلفة، كان لوجه المحل الإعلاني انتشار كبير.  كن ينتظرن انتظار المتلهف الذي نفذ صبره، بدأن بتذوق ما أمامهن بعد ما نال "سناب شات"، "أنستجرام"، و "تويتر" حقه من توثيق هذا الحدث المهم من صور بزوايا مختلفة مكللة بعبارات لا تعكس شيئاً عن الحال الواقع! .. قربن طبقاً يلو طبق، لم تعد أي ملعقة لأي طبق مرتين!!، تبادلن بعدها نظرات من غشيه شيء غثيان!، دفعن بالأطباق إلى منتصف الطاولة غادرن بعد أن قالت إحداهن بصوت مسموع: "الله يسامحك يا .......".

   ما الذي يجعل العقول تساق سوقاً نحو ما تجهل؟!، لم أصبح لزاماً أن نجرب كل معلن وإن لم نكن في حاجته!!!، متى سنكتفي؟!، هل سيفوتنا عظيم إن تخلفنا عن هذا الركب؟!. ما الغاية في اللحاق بمن لا يضيفون لحياتنا سوى أعباء تجربة كل جديد واستهلاك ما لا يفيد وصرف الطاقة والمال والجهد بدون عائد؟!!!.

إن المتع المتوالية التي تُأخذ تباعاً تصبح عادة، تفقد قيمتها، يتلاشى دفء سعادتها، تدنو من ركن التكدس والملل، لن تترك أثر ولن تشتاق لها الذاكرة.

ما الذي سنجنيه إن ابتعدنا عن ما ينفع إلى فلك من الرغبات لا يتوقف ؟!. لن نجني شيئاً. بل سنخسر الكثير، ستضيع الرسالة وستصبح قيمة المضمون بقيمة سلعة اليوم. علينا أن نقنع العقل بالإكتفاء ونتوقف عن هوس التفاخر والمقارنات التي لا تنتهي. فالاستقرار النفسي الذي تحققه القناعة يقودنا لتحقيق الأهداف وبلوغ الغايات، أما ما يخلفه هذا العالم الاستهلاكي من سخط على الواقع، ورفض للحال، وقلق مستمر، ورغبة في التغيير غير المبرر، فإنه يوقف كل سعي جاد ليستمر الجري وراء السراب... السراب الذي يُسّوق له الإنسان الإعلان. لنوقف كل هذا حتى لا تمتد بضاعتهم لتنال أجساد وعقول ومصائر من يتابعهم. لا تصنعوا منهم قدوة فيصبح فعلهم أوقع وأشد.

يقول الشافعي رحمه الله: رأيت القناعة رأس الغنى ... فصرت بأذيالها متمسك.

الاستهلاك يخلق أولويات تافهة تغيب معها القناعة فتصبح الغاية أن نحصل على كل ما لا نملك لا ما نحتاج إليه، وعندها لن نستشعر ما حولنا من نعم، لن نرى الجمال في الأشياء البسيطة غير المكلفة، سننشغل دوماً بما عند الآخرين عن السمو بالذات والإنشغال في تطويرها.

يقول الدكتور مصطفى محمود رحمه الله: "إنها لعافية أن ينشغل المرء بنفسه، بأفكاره، بأحلامه، أن يكون وقته ضيقاً لا يتسع للتفتيش عن الآخرين". لم نجني من اللهث وراء كل معلن غير المقارنة في أمور الدنيا التي تثخن النفس بالبغض والغيرة. قال صلى الله عليه وسلم: "لا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا". رواه مسلم.

تمتعوا بما تملكون يُحجبُ عنكم ما يُعلنون ويُبطلُ سحرهم أنّى أتى.

مقال بقلم م.أحمد العثمان

قسم الشبكات الكهربائية

المعهد العالي للطاقة

أجهزه الوقاية ضد التسرب الأرضي المستخدمة في الشبكات المؤرضة مباشرة solidly earthed   أو من خلال مقاومة تأريض  neutral groung resistance  

 تماثل في تركيبها أجهزه الوقاية ضد زيادة التيار ولا تختلف عنها إلا في مدى تعيير التيار فبينما يكون مدى تعيير التيار لأجهزة الوقاية ضد زيادة التيار من 50% إلى 200% من القيمة الراتبة للتيار فإن مدى تعيير التيار في أجهزه الوقاية ضد القرب الأرضي يكون من 10% إلى 80 % من قيمة IN  وتختلف أيضاً أجهزه الوقاية ضد التسرب الأرضي في طريقة توصيلها مع محولات التيار فهي توصل بين نقطة التعادل والأرضي لذلك لا يمر بها إلا المركبة الصفرية للتيار RESEUDAL CURRENT  وهى في ظروف التحميل العادية تكون صفراً إذا كانت الأوجه الثلاثة للتيار متساوية في القيمة وكل منها يعمل زاوية 120 درجة مع الوجه الذي يليه ، وهى عملياً لا تساوى صفراً ولكنها صغيرة جداً ، وعند حدوث قصر بين أحد الأوجه والأرضي يمر في الجهاز تيار يساوي تيار القصر.

وأجهزة الوقاية ضد التسرب الأرضي في معظم الأحيان تكون مع أجهزة الوقاية ضد زيادة التيار في جهاز واحد كما في الشكل حيث يتكون الجهاز من جهاز زيادة تيار على الوجهين الأول والثالث وجهاز تسرب أرضي يوصل بين نقطة التعادل الأرضي والوجه الثاني l₂ لم يركب عليه جهاز لأنه لو حدث قصر وبين الوجه الأول فإن الجهاز المركب على الوجه الأول سوف يعمل ويفصل القاطع وكذلك إذا حدث بينه وبين الوجه الثالث ، وفي حالة حدوث قصر بينه وبين الأرضي فان جهاز التسرب الأرضي هو الذي يعمل ويفصل القاطع .

-أما في الشبكات الغير مؤرضة Isolated networks  فإنه عند حدوث قصر بين أحد الأوجه والأرضي فإن التيار الذي يمر يكون قليلاً ولا يكفي لتشغيل هذا النوع من الأجهزة لذلك تستخدم أجهزة لا تعتمد في عملها على التيار وإنما تعتمد على المركبة الصفرية للجهد Residual لذلك توصل على محولات الجهد على ملفات الدلتا المفتوحة open delta والتي يكون خرجها صفراً في حالة تساوي الأوجه الثلاثة للجهد وإزاحة كل منها 120 درجة مع الذي يليه أي في حالة عدم وجود قصر، أما في حالة وجود قصر فان خرجها يكون له قيمة تشغل جهاز الوقاية ضد التسرب الأرضي .

د.عبد العزيز الهداب

أستاذ مساعد-بكلية الدراسات التكنولوجية

مع توافر العديد من لقاحات فيروس كورونا يظل مفهوم الحجر الصحي أو الحظر هو الطريق الأمثل للحد من انتشار الأوبئة و الأمراض بشكل عام، ومؤخراً بدأ الحديث عن الآثار النفسية للحظر على الفرد و المجتمع على حد سواء و قد تم إثبات بعض الآثار النفسية الناتجة عن عزل الفرد عن محيطه الاجتماعي رغم توافر طرق التواصل الحديثة إلا أن التواصل الشخصي و الخروج من جدران المنزل له أثر عظيم على نفسية الإنسان، وفي سياق هذا المقال أود أن أعرض ثلاثة أمثلة من الحظر أو الحجر التي تختلف في مفهومها عن مفهومنا للحجر في مواجهة الأوبئة، كما أود أن أترك للقارئ استنباط المغزى و المقصد من وراء إيراد هذه الأمثلة و ربطها بالواقع الذي يعيشه العالم اليوم جراء جائحة كورونا.

في البداية نستعرض قصة نبي الله يونس الذي قضى في بطن الحوت ثلاثة أيام في ظلام دامس لا ضوء فيه وليل بهيم في قاع المحيط. وكان هذا ابتلاء من الله واختبار حقيقي للصبر على البلاء من خلال عزله عن العالم في بطن الحوت، وكان عابداً ساجداً عاكفاً في بطن الحوت يدعوا ربه أن ينجيه من هذا الكرب العظيم، قال تعالى في محكم التنزيل " وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله الإ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين". إن الإنسان معرض للابتلاء في هذه الدنيا وإنه لابد أن يصبر ويعمل على تجاوز العقبات للوصول إلى بر الأمان، ودائماً ما يكون في الصبر على البلاء عظيم الأثر على المبتلى نفسه وهو أصل من أصول الإيمان وعلامة لصدق الإيمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له". كما أن الابتلاء علامة على حب الله للعبد قال صلى الله عليه وسلم " إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم".

 من جهة أخرى قد تكون النتائج كارثية على المبتلى أو الشخص نفسه كفرد إلا أن لها عظيم الأثر على الإنسانية جمعاء، فكم من شخص كانت نهاية حياته بداية لحياة أمة و شعب كامل فلا يقتصر مفهوم الصبر على البلاء على نطاق الفرد و مصلحته الشخصية الضيقة بل هو أوسع من ذلك فقد يبتلي الله عبداً ليتعظ كثيراً من عباده به، فحكمة الله واسعة و لا يدرك بعضها إلا أولوا الألباب.

ومن هنا نستعرض قصة الطفل ديفيد فيتير التي كانت معانته طوق نجاة للعديد من البشر و سبباً في تطوير الكثير من الأبحاث العلمية، ففي العام 1971 ولد ديفيد فيتير الطفل الذي توقع الأطباء أن يكون مصاباً بمرض جيني نادر (severe combined immunodeficiency) يصيب الجهاز المناعي مما يسبب انهيار في جهاز المناعة منذ الولادة ، و كانت خطة الأطباء تقضي بعزل الطفل من اللحظات الأولى للولادة و وضعه في فقاعة من البلاستيك معزولة تماماً عن الوسط المحيط به بحيث توفر له حماية من أي ميكروب أو فيروس حتى يتسنى للأطباء معرفة إذا ما كان الطفل مصاب حقاً بالمرض الجيني أم لا، و من ثم يتم عمل زراعة نخاع العظم من أخته الوحيدة بحيث يستحث جهاز المناعة لدى الطفل و يعود للعمل بشكل طبيعي، و تم عزل الطفل في اللحظة الأولى من الولادة في الفقاعة و كان كل شيء يعقم بطريقة صارمة قبل إدخاله إلى الفقاعة من طعام و ماء وملابس و حتى الهواء و كان هذا عمل شاق جداً على الطاقم الطبي المشرف علي الحالة، وللأسف اتضح أن الطفل مصاب بالمرض الجيني كما توقع الأطباء و لكن ما كان غير متوقع هو عدم تطابق العينات المأخوذة من أخته الوحيدة لإتمام عملية زراعة نخاع العظم.

 ومع إدراك الأطباء ندرة أو استحالة ايجاد متبرع يكون مطابق للطفل، أدرك الأطباء فداحة الخطأ الذي قاموا به مما أدى إلى أن يظل الطفل ديفيد في هذا الفقاعة 13 سنة. و قد ذاع صيته في وسائل الإعلام و عرف بإسم طفل الفقاعة (Bubble Boy) و قد أنتجت هوليوود فيلم بهذا العنوان تروي قصة حياة ديفيد، وقد أثار عزله لهذه المدة الطويل جدلاً أخلاقياً حول مصير الطفل و جودة الحياة داخل هذا السجن البلاستيكي، و في العام 1984 توفي ديفيد بعد أن قدم للأطباء و العلماء فرصة نادرة للبحث العلمي، و بعيداً عن المنظور الأخلاقي فقد تمخض عن دراسة هذه الحالة النادرة بكل المقاييس نتائج علمية مهمة جداً للعلماء من بينها دراسة الآثار النفسية للعزل على الطفل ودراسة جهاز المناعة والدم في بيئة خالية من الميكروب و كذلك تم اكتشاف وإثبات بشكل قطعي الصلة الوثيقة بين نوع من الفيروسات و مرض السرطان حيث كان يعتقد أن الفيروسات لا يمكن أن تكون سبباً للسرطان.

و في مثالنا الأخير في الحديث عن المفهوم المختلف للحظر أو الحجر يمكن أن نقول أن الحبس بين الجدران سيئ للغاية و لكن الأسوء من ذلك بالتاكيد أن تكون محبوس في جسدك و يكون هو بمثابة السجن و السجان في آن واحد ،و هذا ما حدث للشاب مارتن بيستوريوس حيث كان في سن الثانية عشر عندما بدأ تدريجياً بفقد القدرة على التحكم بجسده و لم يستطع الأطباء تحديد السبب وراء ذلك، و بعد مرور أشهر قليلة فقد مارتن القدرة على التحكم في جسده بشكل كامل و دخل بما يشبه حالة الغيبوبة، و اعتقد الأطباء أنه من الغير المحتمل أن يعود مارتن إلى الوعي أو أنه سوف يستمر في الحياة على هذا الشكل لمدة طويلة، ولكن الذي لم يكن يعرفه أحد هو أن مارتن لم يكن فاقد للوعي بل كان يسمع و يرى و يدرك كل الذي يجري من حوله ولكنه لم يستطع أن يتواصل مع من حوله على الإطلاق و كان حبيس جسده.

 استمرت معاناة مارتن 13 سنة تعرض خلالها للكثير من المواقف المؤلمة و المأساوية كما وصفها في كتابة Ghost Boy  الذي يسرد فيه قصة حياته، وبعد هذه المدة الطويلة جاء بصيص الأمل مع الممرضة فيرنا التي كانت صاحبة بصر و بصيرة و أدركت أن مارتن لابد أنه يدرك و يشعر بمن حوله وأنه يختلف عن المرضى الآخرين.

 و بعد مجهود كبير اقنعت فيرنا والدي مارتن و الطاقم الطبي بإعادة تشخيص حالة مارتن من جديد حيث تبين أنه مصاب بحالة تسمي locked-in syndrome  أو pseudocoma  و هي حالة تشبه في أعراضها الظاهرية حالة الغيبوبة الكاملة.

  بعد تلقي مارتن التشخيص الصحيح والعلاج اللازم، استطاع التحكم في الجزء العلوي من جسده بشكل كامل ولكن فقد القدرة على النطق.

 استطاع مارتن أن يعود الى الحياة من جديد ويحصل على درجة في علوم الحاسب الآلي و أن يكون أسرة.

بقلم خالد محمد خميس

مساعد مدرب-قسم القوى الكهربائية

المعهد العالي للطاقة

تعتمد فلسفة المختبرات في الجانب التعليمي والتدريبي على ترسيخ النظرية لدى المتلقي من خلال إخضاع تلك النظرية لتجربة تحاكي الواقع فيمكن الخروج بقياسات وإحصائيات وأرقام ومشاهدات تأكد تلك النظرية.

ففي عالم الكهرومغناطيسية تعلم المتدرب عن أثر خطوط المجال المغناطيسي وكيف تنتظم بخطوط وهمية لا ترى بالعين المجردة ولتأكيدها على سبيل المثال نتوجه للمختبر فنقوم بالتجربة التي شاهدها الجميع عندما تنثر برادة الحديد على ورقة في أسفلها مغناطيس فتنتظم تلك البرادة بخطوط محدده تأكد تلك النظرية وبالتالي ترسخ الفكرة عند المتلقي.

وبتطور المعالجات الحاسوبية أصبحت المحاكاة أكثر دقة وأصبحت التجارب بالإمكان تطبيقها في عالم افتراضي يمكن إخضاعه لكل المعايير الواقعية من عوامل كهربائية وميكانيكية وفيزيائية مع أخذ القراءات الآنية أو التنبؤية المستقبلية ولهذا السبب انتقلت الكثير من الدول النووية لإجراء تجاربها النووية باستخدامها لتلك المحاكيات التي وفرت على البيئة والبشرية الشيء الكبير.

وهناك برامج يستخدمها المهندسين في هذا الصدد كبرنامج Simulink   وغيرها من البرامج التي وفرت على الباحثين والمتعلمين أيضا الوقت والجهد وساهمت في التقليل من عائق الجانب الاقتصادي لأي بحث أو تجربة.

وبحكم تدريسي لمختبرات الفيزياء في ظل التعليم عن بعد واجهنا تحدي بابتعادنا عن المختبرات في المعهد وضرورة أن تكون جودة التعليم والتدريب كما كانت عليه فكان البحث حثيثا عن بدائل تمكن المدرب والمتدرب من تحقيق هدف المقرر فكان اللجوء الى محاكي التجارب الفيزيائية والتي وفرتها أونلاين وبشكل مجاني جامعة University of Colorado Boulder من خلال مشروع أطلق عليه

 the PhET Interactive Simulations

هذا المحاكي لمختبر الفيزياء يغطي كل المواضيع الخاصة بالفيزياء وغيرها من المواد كالكيمياء والبيولوجي والرياضيات وعلى مستويات عديدة من تمهيدي إلى متقدم وقد تم توظيف الجانب الخاص بالكهرومغناطيسية خلال التدريس لمقرر مختبر الفيزياء وكانت النتائج ممتازة من خلال قياس مشاركة المتدربين ودرجات تحصيلهم العلمي كما وفر الوقت والجهد لتصوير تلك التجارب عن بعد وإجرائها بعيداً عن المتدربين وتحميل الفيديوهات على السيرفرات فكانت تجربة جداً مفيدة.

لذلك علينا الاستفادة من تجربة التعليم عن بعد وتوظيفها مستقبلاً في حال العودة للتعليم التقليدي بالاستفادة من كل تلك التكنولوجيا المحيطة بنا والتطور الهائل في الحاسبات التي جعلت من التجربة بالإمكان محاكاتها بكل معاييرها الافتراضية مع أخذ القياسات والقراءات والنتائج النهائية بجو تفاعلي يوفر الجهد والوقت و المال الذي يتم توجيهه لشراء مختبرات تحتاج لحيز مكاني وتحتاج للصيانة الدورية و لا تتوفر إلا بتوقيت محدد قد لا يكون متوفر للجميع لذلك لنستغل الظروف الحالية لتطوير المستقبل واستدامة التدريب في كل الظروف مهما بلغت صعوبتها .

لخوض هذه التجربة المفيدة يمكنكم التوجه لهذا الموقع للمزيد من التجارب

phet.colorado.edu