يعد المعهد الصناعي الشويخ أحد الصروح التعليمية العريقة في دولة الكويت، وركيزة أساسية في منظومة التعليم التطبيقي والتدريب المهني التي تهدف إلى إعداد كوادر وطنية
في حوار مع مدير المعهد الصناعي الشويخ...
م.علي العيدي:
المعهد مسيرة عطاء تمتد لعقود في خدمة التعليم التطبيقي والتدريب المهني
· رؤية متجددة لتأهيل الكوادر الوطنية وفق متطلبات التنمية ورؤية الكويت 2030
· قصص نجاح خريجينا تروي حكاية التميّز والتحدي في الميدان الصناعي
· من المهنة إلى الريادة... خريجو المعهد الصناعي الشويخ يصنعون قصص نجاح ملهمة
يعد المعهد الصناعي الشويخ أحد الصروح التعليمية العريقة في دولة الكويت، وركيزة أساسية في منظومة التعليم التطبيقي والتدريب المهني التي تهدف إلى إعداد كوادر وطنية قادرة على النهوض بالقطاع الصناعي، وتعزيز الاكتفاء الذاتي في سوق العمل.
فمنذ تأسيسه، حمل المعهد على عاتقه مسؤولية تخريج الكفاءات الفنية المؤهلة التي تشكل القلب النابض لقطاعات الإنتاج والخدمات الحيوية في البلاد.
وفي ظل التوجه الوطني نحو دعم التعليم التطبيقي ومواكبة التحول الرقمي ورؤية الكويت 2030، برز المعهد الصناعي الشويخ بدوره الريادي في تطوير البرامج التدريبية واستحداث تخصصات جديدة تواكب احتياجات سوق العمل، مع الحرص على غرس القيم المهنية وتنمية المهارات الحياتية لدى المتدربين.
حول مسيرة المعهد، ورؤيته المستقبلية، وجهوده في ربط التعليم التقني باحتياجات سوق العمل المحلي والدولي، كان لنا هذا اللقاء مع مدير المعهد الصناعي "الشويخ"، الذي تحدث بإسهاب عن أبرز الإنجازات والتحديات والفرص الواعدة في مسيرة هذا الصرح التدريبي الرائد.
· بداية، نود أن تعرّفنا بالمعهد الصناعي الشويخ ودوره في المنظومة التعليمية بالكويت.
ـ يعتبر المعهد من أقدم المعاهد التدريبية في الهيئة بشكل خاص والكويت بشكل عام، حيث أن المعهد منذ بداية تأسيسه كان يوفر العمالة الوسطى المتمكنة والمؤهلة التي تتماشى واحتياجات سوق العمل سواء كان في القطاع الحكومي أو الخاص، ومن جانب آخر فإن المعهد يعتبر من المعاهد القليلة التي تستقبل المتدرب الحاصل على شهادة الصف التاسع (الرابع المتوسط سابقاً) الأمر الذي يعطيه خصوصية مميزة حيث أن هذه الشريحة تعتبر مهمة جداً في العديد من الوظائف في القطاعات المهنية التخصصية، كما أن المعهد يتميز بعدة ميزات خاصة يوفرها للمتدربين من أهمها إمكانية استكمال الدراسة الأكاديمية من خلال حصولهم على الثانوية الصناعية بحيث يمكنهم استكمال الدراسة في كليات الهيئة أو بعض الجامعات.
لذلك فالمعهد له دور أساسي وحيوي في المنظومة التعليمية والتدريبية في الكويت من خلال البرامج والتخصصات الفنية التي يتميز بها المعهد.
· ما هي الرؤية والرسالة التي يسعى المعهد إلى تحقيقها تحت قيادتكم؟
ـ رؤية المعهد تنبثق من رؤية الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بتوفير العمالة الوطنية الوسطى المؤهلة والمتميزة حسب احتياج سوق العمل وحسب الخطة الاستراتيجية للهيئة المستمدة من رؤية الكويت 2030 التي تركز على إكساب العنصر البشري (المتدربين) المهارات الفنية والحياتية بما يتناسب والتطور السريع الحادث في العالم بشكل عام.
رسالة الهيئة الأولى هي تنمية الموارد البشرية من أجل بناء كويت المستقبل من خلال إعادة هيكلة مؤسسات التعليم التطبيقي وبرامجها وتطويرها بصورة مستمرة وتصميم نظام وطني للمؤهلات المهنية الكويتية. لذا فالهيئة تحرص و بشكل دائم على تطوير برامجها التعليمية و مواكبة التعليم الإلكتروني, وهي دائما تسعـــــى لمواكبة متطلبات العصر من خلال استحداث قطاعات جديدة تخدم العملية التعليمية.
· كيف تقيّم موقع المعهد ضمن مؤسسات التعليم والتدريب المهني في الكويت والمنطقة؟
ـ لاشك بأن المعهد يعتبر من أهم المعاهد في الهيئة وفي الكويت نظرا لتاريخ المعهد الطويل في مجال التدريب المهني وضخ أعداد كبيرة من الأيدي العاملة المؤهلة لسوق العمل، أما على المستوى الدولي خارج الكويت فالمعهد له مكانة مميزة وهذا يؤكده تواجد المعهد في العديد من الفعاليات الدولية سواء كان على مستوى المدربين أو المتدربين في العديد من المشاركات الخارجية والتي من أهمها مسابقات المهارات.
· ما أبرز التخصصات والبرامج التدريبية التي يقدمها المعهد؟
ـ يتميز المعهد بوجود 7 أقسام علمية، 6 أقسام تخصصية بالإضافة لقسم المواد العامة، كما يحتوي المعهد على 14 تخصص فعال حالياً، بالإضافة لتخصصين جديدين تم أخذ جميع الموافقات عليهم وجاهزين لاستقبال المتدربين في الفترة القريبة القادمة بإذن الله.
والتخصصات تتنوع بين الميكانيكية، الكهربائية، المعادن، السيارات، بالإضافة للتخصصات الخاصة بالنجارة والديكور.
· هل هناك تخصصات جديدة تمت إضافتها لمواكبة احتياجات سوق العمل؟
ـ نعم، وكما ذكرت سابقاً سيتم قريباً بإذن الله استقبال المتدربين في تخصص المحركات البحرية، وتشكيل الزجاج وهي من التخصصات الجديدة والتي لها طلب كبير في سوق العمل سواء كان للقطاع الحكومي أو الخاص.
· كيف يوازن المعهد بين الجانب النظري والتدريب العملي للطلبة؟
ـ تتم هذه الموازنة من خلال تقسيم الساعات التدريبية بشكل دقيق ومتوازن بين المحتوى النظري والتدريب العملي، حيث يبدأ يقسم الأسبوع التدريبي لأيام خاصة بالمحتوى النظري وأيام خاصة بالتدريب العملي، فضلا عن التدريب الميداني الذي يكون في جهات سوق العمل في الفصل الصيفي.
· ما أبرز خطط التطوير الأكاديمي والتقني التي يعمل عليها المعهد حالياً؟
ـ حسب الخطة التي وضعها المعهد للفترة القادمة فإن المعهد يركز على تطوير وتحديث المناهج الدراسية والتدريبية بشكل يحاكي الواقع المهني المتطور والمتسارع، كما أننا وضعنا خطة لتطوير المعدات والأدوات المستخدمة في العملية التدريبية، فضلا عن وضع وتطبيق خطة لتطوير المهارات الحياتية للمتدربين مثل الجانب القيمي ومهارات مهمة مثل اتخاذ القرار والتعامل مع الضغوط، وترتيب الأولويات، والتواصل وغيرها العديد من المهارات الحياتية الأساسية للمتدرب كفرد فاعل في المجتمع بشكل عام والمهنة بشكل خاص.
· هل هناك شراكات مع القطاع الخاص أو جهات صناعية لدعم التدريب والتوظيف؟
ـ طبعاً هناك شراكات مع مختلف الجهات في القطاع الخاص على وجه التحديد سواء كانت تجارية أو صناعية، وهذه الشراكات تتجسد في وضع خطط خاصة بالتواصل مع هذه الجهات سواء كان بشكل مباشر والزيارات المتبادلة وإقامة المعارض أو الندوات المشتركة، وهذه الشراكات تهدف لتطوير البرامج والمعدات في المعهد، وتسويق التخصصات والمتدربين والمدربين.
· كيف يواكب المعهد التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في المناهج والتدريب؟
ـ يواكب المعهد هذا التحول من خلال تطوير المناهج والورش من جانب، فضلاً تطوير المدربين من جانب آخر وذلك يكون من خلال مشاركتهم في الندوات والدورات الداخلية والخارجية ذات العلاقة، كما أن المعهد يعمل حاليا بالتنسيق مع بعض الجهات المتخصصة في هذا الجانب لتجربة تطبيقات عملية على بعض التخصصات باستخدام الواقع المعزز وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
· كيف يتم دعم الخريجين بعد انتهاء دراستهم؟ وهل هناك تنسيق مع جهات التوظيف؟
ـ يكون الدعم على عدة مراحل وخطوات تبدأ مع بداية انتساب المتدرب للمعهد حيث يتم توعيته بالعديد من الأمور الخاصة بمهامه الوظيفية، بالإضافة لتوجيهه للمسارات المهنية التي تتناسب مع تخصصه ومهاراته وقدراته الشخصية والمهنية، كما أن المعهد يقيم وبشكل مستمر ندوات من متخصصين في الجهات ذات العلاقة سواءاً كانت داخلية أو خارجية، فضلاً عن التنسيق والتواصل المستمر مع الإدارات ذات العلاقة مثل إدارة متابعة الخريجين وغيرها من الإدارات بهدف تحقيق أفضل النتائج في هذا الخصوص.
· هل لديكم قصص نجاح لخريجي المعهد؟
ـ طبعا، فهناك قصص نجاح كثيرة للعديد من الخريجين، ويمكن أن أذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر إنشاء أحد خريجي قسم الهندسة الكهربائية تخصص التمديدات الكهربائية شركة متخصصة في نفس التخصص، والجميل في الأمر أن بعض المدربين في المعهد تعاقدوا مع هذا المتدرب في بند الكهرباء في بيوتهم الخاصة، كما أن لدينا بعض المنتدبين الحاليين والحاصلين على شهادات البكالوريوس تم الاستعانة بهم للتدريب في نفس القسم الذين كانوا طلبة متدربين به وزاملوا أساتذتهم بعد أن كانوا طلبة.
· ما أبرز التحديات التي تواجه التعليم الصناعي والمهني في الكويت؟
ـ اعتقد بأن من أبرز التحديات الحالية هو الاعتماد على العنصر الوافد بشكل أساسي بالمقارنة مع العنصر الوطني في هذا المجال، فضلاً عن الصورة النمطية السابقة في المجتمع لخريجي قطاع التدريب بشكل عام والتي قد لا ترتقي للطموح، الأمر الذي يمثل تحدي حقيقي للمعاهد بشكل عام.
· كيف يتعامل المعهد مع هذه التحديات؟
ـ على المستوى الشخصي والخاص بالمعهد فإن المعهد قد وضع خطة متعددة المحاور بالتنسيق مع الإدارة العليا في الهيئة لتسويق التخصصات والأقسام العلمية والمتدربين في مختلف المناسبات والأماكن العامة، حيث أن المعهد حريص على وجود ركن خاص بالمعهد في هذه المناسبات والفعاليات يتم عرض وتسويق النتجات والمهارات والمتدربين بشكل جذاب متناسب مع أهمية المهنة ومنتسبيها، فضلا عن العديد من المبادرات التي يقوم بها المعهد من توفير هدايا تذكارية من إنتاج المعهد تقدم من قبل الإدارة العليا في الهيئة وبعض مراكز العمل الأخرى للضيوف حيث أن هذه المنتجات من أعمال المدربين والمتدربين الأمر الذي كان له أثر خاص في نفس متلقين هذه الهدايا التذكارية.
· برأيكم، ما الفرص المستقبلية التي يمكن أن تعزز مكانة المعهد وتوسع دوره؟
ـ اعتقد بأن من أهم الفرص فتح برامج وتخصصات جديدة تواكب احتياجات سوق العمل وتطوره المستمر، حيث أن المعهد ملتزم بخطة استرتيجية تتواكب مع خطة الهيئة بشكل خاص والكويت بشكل عام من خلال توفير وتدعيم الجانب الصناعي في الكويت وتوجيه الخريجين لهذا القطاع بشكل خاص علما بأن نسبة الكويتيين في هذا المجال قليلة جداً مع العلم بوجود العديد من القوانين المحلية الداعمة للتوجه لهذا المجال من خلال توفير العديد من الحوافز المالية.
· ما الرسالة التي تودون توجيهها للشباب الكويتي حول أهمية التعليم الصناعي؟
ـ أرجو من الشباب الكويتي وكذلك المجتمع بشكل عام تغيير النظرة للقطاعات المهنية وإعطائها حقها وأهميتها في المجتمع، وهذه الأهمية منطلقة من نسيج المجتمع الكويتي الأصيل الذي تأسس منذ القدم على المهن بشكل أساسي، حيث أن العديد من الأسر الكويتية العريقة قد أخذت المهن التي تمتهنها كأسم للعائلة الأمر الذي يثبت وبشكل غير قابل النقاش على أهمية المهن الحرفية في المجمتع، وهذا ما نقوم بإحياءه من خلال الخطة إعلامية التي وضعها المعهد والتي تتوافق مع الرؤى التي وضعتها الإدارة العليا للهيئة.